لم تتوان المسنة فاطمة عبيد، عن المشاركة في مليونية "الأرض والعودة" أمس، التي أطلقتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، إحياءً لذكرى يوم الأرض الـ 43، ومرور عام على انطلاق المسيرات السلمية شرقي قطاع غزة.
وأصرت عبيد (70 عامًا) رغم انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار، على المشاركة في الفعالية برفقة أبنائها وأحفادها، تأكيدًا للعالم بأحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ودياره التي هجر منها عام 1948 على يد العصابات الصهيونية.
واصطحبت السبعينية عبيد، أبناءها وأحفادها إلى مخيم العودة بمنطقة أبو صفية شمال شرق قطاع غزة، في محاولة منها لإرسال رسالة للعالم أجمع بأحقية شعبنا الفلسطيني في العودة إلى دياره المحتلة ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 13 عامًا.
وتقول عبيد المنحدرة من قرية برير المحتلة: "لن أتخلى عن المشاركة في فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار إلى أن تحقق المسيرة أهدافها التي انطلقت من أجلها".
وعن تهديد الاحتلال بالتصدي للمتظاهرين السلميين، تقول: "لن ترهبنا رصاصات الاحتلال الجبان، وسنواصل المسيرة، فنحن أصحاب الأرض الأصليين وسندافع عنها بالدماء، ولن نتخلى عن شبر منها، مهما كلفنا ذلك من ثمن".
ودعت عبيد التي توشحت بالثوب الفلسطيني المطرز، أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجودهم للخروج في مسيرات مليونية والالتحام مع الاحتلال لحين الاستجابة لمطالب شعبنا بالعودة وكسر الحصار.
وأمَّ مخيم العودة المقام في منطقة أبو صفية، شمال شرق قطاع غزة، قيادة القوى الوطنية والإسلامية وآلاف الفلسطينيين، مطالبين برفع الحصار عن غزة وإعادتهم إلى قراهم وديارهم المحتلة.
وواجه جيش الاحتلال المشاركين السلميين، بالرصاص المتفجر والمطاطي وقنابل الغاز في محاولة منه لتفريق المتظاهرين ومنعهم من إيصال رسالتهم إلى العالم.
جرائم إسرائيلية
وبعزيمة الصمود والتحدي، يقول المسن عبد الكريم بداونة، من بلدة جباليا شمال القطاع لـ"فلسطين": "لن ترهبنا رصاصات الاحتلال وقنابله، فنحن أصحاب الحق الأصليون والاحتلال إلى زوال".
وأضاف بداونة: "إن الاحتلال الإسرائيلي سرطان ينخر في جسد أمتنا ويجب اجتثاثه من جذوره فلا مكان له على أرضنا"، مؤكدًا أنه لن يتوانى عن المشاركة في فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار حتى تحقق أهدافها بكسر الحصار عن غزة وإعادة اللاجئين إلى أراضيهم وديارهم.
وأشار إلى أنه مستمر في المشاركة بمسيرات العودة منذ انطلاقتها في 30 آذار/ مارس 2018م، داعيًا العالم للتضامن مع شعبنا الفلسطيني المظلوم، والتصدي لجرائم الاحتلال الممارسة بحقنا.
محاولات فاشلة
وحرض الستيني محمد الكفارنة، على المشاركة في مسيرات العودة في كل جمعة منذ انطلاقها حتى يومنا هذا، وفق قوله، تأكيدًا على حق عودة اللاجئين إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها وللمطالبة بإنهاء الحصار عن غزة.
ولفت الكفارنة لـ"فلسطين" إلى أنه سيكمل مشواره في المشاركة في مسيرات العودة، حتى تحقق أهدافها، رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه إفشالها والالتفاف عليها، داعيًا أحرار وشرفاء العالم للوقوف إلى جانب شعبنا وإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا.