عجت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، بكتابات وتغريدات مساندة لمليونية الأرض والعودة، أمس، إحياء للذكرى الـ 43 ليوم الأرض، ودخول مسيرة العودة وكسر الحصار عامها الثاني.
وكتب المغردون على مواقع التواصل عبارات مساندة لأهالي قطاع غزة، بينما دَبَّج البعض كلاما لصحيفة "فلسطين" يعبر عن عاطفة جياشة نصرة للغزيين، والتمني لو أنهم بين الغزيين ليشاركوهم حراكهم ومسيراتهم.
وقالت الأديبة والروائية الفلسطينية جهاد الرجبي: إن مسيرة العودة شهادة أمام المولى أن أصحاب هذا التراب ما هانوا ولا لانوا أمام عدو حارب السماء قبل أن يحارب أهل الأرض.
وأكدت الرجبي لصحيفة "فلسطين"، أن تلك الدماء على الأسلاك الشائكة ستكون بوّابة عودة, مضيفة: "هم يريدوننا أن ننسى، وأن نرضى بحلول لا تمنحنا سوى أنفاسنا وقلوبا بلا ذاكرة، بينما نريد نحن لمآذننا أن تملأ أرضنا المقدّسة بالتكبير، فيا أهل غزة دونكم السماء فاصعدوا، إن نصر المولى قريب ممن يلبّون النداء".
من جهته، قال عبد الرحمن، نجل الشاعر الغزي المهجر الى الأردن غازي الجمل، إن أي إنسان حر ولديه كرامة يقف مع حق الشعب الفلسطيني في تحركه لانتزاع حقه بالعودة إلى أرضه المحتلة، مرددا قول والده الشاعر: "نحن الذين إذا ولدنا بكرة كنا على ظهر الخيول أصيلاً".
وأكد الجمل لصحيفة "فلسطين"، أن هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة سواء القوة الشعبية مثل المسيرات أو القوة العسكرية، منوها الى أن العالم يرى الآن دولة الاحتلال وهي تهتز خوفا من مسيرة العودة الكبرى وتبعاتها.
من ناحيته، أكد الطبيب المصري د. ماجد جاب الله، أن تفاعله مع مليونية العودة يعبر عن عميق تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مشيرا الى أنه وإن كان مصريا إلا أن حب فلسطين وغزة يملك عليه أعماق قلبه ويوجب عليه أن يناصر الفلسطينيين ولو بالكلمة على اعتبار أنها من أنواع الجهاد.
وأشار جاب الله لصحيفة "فلسطين"، إلى أنه من فرط عشقه لفلسطين فإنه تزوج فتاة من قطاع غزة، وهو يحمل حاليا الهوية الفلسطينية، موضحا أنه يخطط بشكل جدي للعيش والاستقرار في غزة حالما تتاح له الظروف المناسبة.
بدورها، أكدت الناشطة الفلسطينية التي تعيش في الأردن سارة سويلم، أن مسيرة العودة تكتب اليوم التاريخ الفلسطيني من جديد، مشيرة إلى أن قطاع غزة وسكانه يصنعون ملحمة خالدة كشفت الوجه الزائف لكل من حاصرهم أو تآمر عليهم أو خانهم.
وشددت سويلم في حديثها لصحيفة "فلسطين"، على أن حق العودة مقدس ويجب على كل شخص مؤمن به أن يدعم المشاركين في المليونية ولو بالكلمة أو التغريدة، لافتة إلى أن من يفعل ذلك فإنما يضرب بسهم خير سيسجل له في سفر الانتصار الفلسطيني.
وأكد رئيس حملة الوفاء الأوروبية لفك الحصار عن غزة أمين ابو راشد، أنه وبعد 13 عاما على حصار غزة وفي الذكرى السنوية الأولى لمسيرة العودة، فإن الفلسطينيين يعتبرون هذا اليوم يوما مميزا للتذكير بالحقوق الفلسطينية ويتمسكون بالقدس عاصمة لدولتهم.
وأضاف أبو راشد لصحيفة "فلسطين": "ليس فقط أهل غزة هم في الصف الأول بل إن آلاف الفلسطينيين يتحركون في قارات العالم إسنادا للمسيرة المليونية، وودوا لو أنهم مع أهل غزة يشاركونهم السير نحو الحدود وتغبير أقدامهم واستنشاق الغاز معهم لتأكيد وحدة المصير والهم والقضية".
وتعليقا على ذلك، أكد الخبير الإعلامي عز الدين إبراهيم، أن التفاعل الواسع الذي يشهده الإعلام وخاصة الرقمي منه مع مليونية الأرض والعودة جاء بشكل واسع ومتنوع، فتصدرت بعض الصور من المليونية صفحات عشرات آلاف النشطاء ومنهم شخصيات معروفة ومشهورة.
وذكر إبراهيم لصحيفة "فلسطين"، أن هذا التفاعل اللافت يعني مراكمة رصيد إضافي من الدعاية القوية للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولمظلمة قطاع غزة بشكل أخص، مشددا على أن تلك الدعاية ستؤتي أكلها في الدول الغربية التي بدأت شعوبها بالاهتمام بما يجري في قطاع غزة.
وشدد على أن المطلوب الآن هو خطاب إعلامي يركز على ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتأكيد على سلمية مسيرة العودة في كل تفاصيلها وفعالياتها، وأنها جاءت لتحصيل حق العودة، ورفضا للحصار الذي يستهدف الإنسان ويحرمه من حقوقه الأساسية فضلا عن حقه في وطنه.