على عكازين طبيين، تمكن الجريح محمد أبو حبل من الوصول إلى مخيم العودة بمنطقة أبو صفية شمال شرق قطاع غزة، للمشاركة بمليونية "الأرض والعودة" التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، أمس؛ إحياءً للذكرى الـ43 ليوم الأرض، ومرور عام على انطلاق المسيرة السلمية.
وقطع الجريح أبو حبل (27 عامًا) مسافة قدرها نحو 3 كيلومترات، حتى وصل مخيم العودة شرق مخيم جباليا، غير آبه برصاص الاحتلال الإسرائيلي وقنابل الغاز التي تطلقها قواته على المتظاهرين السلميين.
وأصيب أبو حبل بساقه اليسرى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة شرق مخيم جباليا، ما تسبب له بتهتك في العظام والأعصاب وقصور في العظم بمقدار 3 سم، ما دفع الأطباء لتثبيت جسر من البلاتين عليها.
يحاول أبو حبل، الاستعلاء على جراحه، رغم عدم قدرته على السير على قدميه بالشكل المطلوب، تأكيدًا منه على أحقية الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 13 عامًا.
ويقول لصحيفة "فلسطين": إن مشاركتي في مليونية الأرض والعودة للتأكيد على حق العودة إلى ديار الآباء والأجداد، مؤكدًا أن "رصاص الاحتلال وقنابله لن ترهبنا في مواصلة الطريق حتى نيل الحرية".
تزييف التاريخ
واجتاز الجريح حسن النجار، بعكازين طبيين جموع الوافدين لمخيم اللاجئين بمنطقة أبو صفية، للمشاركة في فعاليات مليونية الأرض والعودة، وصولًا لأقرب نقطة مع الأراضي المحتلة عام 1948.
ويتكئ النجار، الذي أصيب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 بطلق ناري اخترق ساقه اليسرى وتفجر داخلها على عكازيه رافعًا علم فلسطين.
ويدعو النجار كل أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم للمشاركة في فعاليات مسيرة العودة على الحدود الشرقية للقطاع، لكشف جرائم الاحتلال وزيفها على أرضنا.
ويقف محمود العجوري، الذي أصيب مرتين خلال مشاركته في مسيرة العودة، إلى جوار صديقه النجار، مرددًا هتافات وشعارات داعية للتمسك بالأرض وعدم التفريط بها.
ويؤكد العجوري لـ"فلسطين" أن سلطات الاحتلال تحاول ليل نهار تزييف وطمس تاريخ وحضارة شعبنا، والزعم أنها صاحبة الأرض.
ويقول: "رغم إصابتي مرتين بمسيرة العودة، لن أتخلى عن أرضي حتى لو استشهدت، فالأرض غالية وبحاجة إلى أحرار ليدافعوا عنها"، داعيًا أحرار وشرفاء العالم للتضامن مع شعبنا وكشف زيف الاحتلال، وكسر الحصار عن غزة، وإعادة اللاجئين إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها عنوة عام 1948.