يُحيّ الفلسطينيون يوم الـ 30 من آذار/ مارس كل عام ذكرى "يوم الأرض الخالد"، والذي بدأ بمناسبة مصادرة حكومة الاحتلال يوم الثلاثين من مارس عام 1976، قرابة الـ 21 ألف دونمٍ من أراضي قريتي عرّابة وسخنين، ما دفع الفلسطينيين للقيام بانتفاضة شعبية.
وقد تزامن قرار المصادرة مع حظر التجوال من قبل قوات الاحتلال في قرى؛ سخنين، عرّابة، دير حنا، طرعان، طمرة وكابول، من الساعة الـ 5 مساءً يوم 29 مارس 1976؛ قبل أن يرفض الفلسطينيون القرار ويخرجوا للاحتجاج استجابة لدعوة من "لجنة الدفاع عن الأراضي".
وبدأت المواجهات مع قوات الاحتلال، عقب اقتحامها لقرى؛ سخنين، كفركنا، عرّابة ودير حنا في الجليل، قبل أن تمتد (المواجهات) إلى الطيبة وطوان وأم الفحم.
وأسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين واعتقال وإصابة المئات، وتراجع الحكومة الاحتلال والتي كان يرأسها حينذاك إسحق رابين، عن قرار المصادرة.
وأطلقت دولة الاحتلال على قرار المصادرة في حينه اسم مشروع "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهل الداخل الفلسطيني للانتفاضة ضد المشروع.
ومسّ القرار بشكل مباشر نحو 75 في المائة من الفلسطينيين، والذين كانوا يحصلون على عيشهم من الأرض، بالإضافة لكونها مصدرًا هامًا لانتمائهم للمكان. وبقيت الأرض تلعب دورًا هامًا في حياة 156 ألف فلسطيني عقب قيام دولة الاحتلال بعد حرب الـ 1948 أو ما تُعرف بـ "النكبة".
وتُفيد المصادر الفلسطينية المختصة، بأن الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.
ويعتبر يوم الأرض حدثًا محوريًا في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين الفلسطينيين في الداخل بالسلطات الإسرائيلية، إذ أن هذه هي المرة الأولى التي ينظم المواطنون الفلسطينيون في الداخل منذ عام 1948 احتجاجات ردًا على سياسات الاحتلال بصفة جماعية وطنية فلسطينية.
ويبلغ عدد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة نحو مليون و700 ألف شخص، ويشكلون نحو 20 في المائة من إجمالي سكان الدولة العبرية، وهم من أحفاد نحو 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد اقامة دولة الاحتلال في العام 1948.
وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية نحو 27 ألف و700 كيلومتر مربع، حيث تستغل "إسرائيل" نحو 85 في المائة من المساحة الإجمالية للأراضي، فيما لا تتجاوز النسبة التي يستغلها أهل فلسطين 15 في المائة.
ومن الجدير بالذكر أن الفلسطينيين اعتادوا على إحياء هذه الذكرى منذ 43 عامًا، بسلسلة من الفعاليات والأنشطة خاصة في المناطق المصادرة أو المهددة بالمصادرة (..) يتخللها زراعة أشجار واستصلاح أراضٍ، ناهيك عن الفعاليات المختلفة داخل المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل وفي الشتات.
وقد تميزت الذكرى الـ 42 ليوم الأرض (العام الماضي 2018) بانطلاق فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والمستمرة حتى يومنا هذا.
ويستعد الفلسطينيون في قطاع غزة للمشاركة في "مليونية العودة والأرض وكسر الحصار" يوم السبت المقبل في ذكرى يوم الأرض الـ 43، ومرور عام على مسيرات العودة وذلك بالتوجه إلى الحدود الشرقية للقطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن 266 فلسطينيًا استشهدوا في العام الأول لمسيرات العودة في حين أصيب أكثر من 30 ألف آخرين.
وأوضحت في الإحصائية التفصيلية للإصابات شرقي قطاع غزة خلال العام الأول في المسيرات، أن 30 ألفًا و398 مواطنًا أصيبوا بإصابات مختلفة، منها 16 ألفًا و27 إصابة تم تحويلها للمستشفيات.
وذكرت أن من الشهداء 50 طفلًا، و6 إناث ومسن واحد، مشيرة إلى أن من الإصابات التي وصلت للمستشفيات 3175 طفلًا، 1008 سيدات.
ونوهت الصحة الفلسطينية إلى أن 536 إصابة خطيرة، و6843 متوسطة، 8266 طفيفة.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة. ما أدى لاستشهاد 278 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.