قائمة الموقع

​"قصب الباذان" يسند عائلات فلسطينية أمام سياسات الاحتلال

2019-03-29T12:34:53+03:00
تشتهر منطقة الباذان بمياهها السطحية وبركها المائية

يستثمر الفلسطينيون ثروات بلادهم من حجر وشجر وحتى التراب، رغم سياسات (إسرائيل) التي سعت إلى إفقارهم منذ احتلال أراضيهم إبان النكبة والنكسة.

وقد وجد بعض المواطنين في منطقة الباذان الواقعة على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، ضالتهم للاستثمار رغم انتهاكات جيش الاحتلال المختلفة بحقهم.

وتشتهر منطقة الباذان بمياهها السطحية وبركها المائية، ما جعلها أرضًا خصبة لعيدان القصب التي استفاد منها فلسطينيون واستثمروا فيها.

الزوار لمنطقة الباذان يشاهدون مظلات مصنوعة من القصب بأحجام مختلفة، في حين يستخدمها آخرون جدرانا فاصلة داخل المطاعم والأماكن السياحية، وحتى في نوافذ البيوت.

وتختص بعض العائلات الفلسطينية بصناعة عيدان القصب وتجميعها بخيطان ينسجها عمال يعملون في هذا المجال.

ويقول محمد الذي يعمل في صناعة القصب: "نحضر عيدان القصب من النصارية والأغوار على شكل حزم، وعند وصولها نختار المقاسات التي تناسب الزبائن عند قصها، ونضعها على أحبال، ونصفها إلى جانب بعضها، ومع كل مجموعة من العيدان ننسج خيطًا كي تصبح متماسكة عند استخدامها، وأقصى حد لصف العيدان يكون بطول 30 مترًا، ويحتاج كل متر إلى 100 قصبة وأكثر، بحيث يباع المتر الواحد ب20 شيكلاً تقريبًا".

وأشار محمد إلى استخدام منشار القص الكهربائي الجلخ، في توحيد المقاسات من جهة الأطراف، وتُلفُّ بعد ذلك كما يلف السجاد، وتوضع في الشمس في انتظار الزبائن.

وأضاف: "قبل صف عيدان القصب على الحبال ننظفها من الأوراق حتى تصبح خالية منها تماما، فالعملية تمر بمراحل عدة، بدءًا بإحضارها إلى تنظيفها وقصها ووضعها على الحبال وتوحيد مقاساتها بقص أطرافها ثم عرضها للبيع".

وتابع: "عيدان القصب صديقة للبيئة ويتم الطلب عليها في فصل الصيف حيث يزداد الطلب على المظلات".

بدوره قال الإعلامي أمين أبو وردة، الذي يدير فريق أصداء الإعلامي، ويجوب مناطق الضفة الغربية: إن "منطقة الباذان فيها موروث تاريخي من حيث العراقة سواء في السياحة أو المنسوجات التراثية، وخاصة حياكة عيدان القصب بأشكال متعددة، وكل منطقة فلسطينية لها بصمة في التراث الفلسطيني".

وأضاف لـ"فلسطين": "خلال تجوالنا وتوثيق العادات والمهن التراثية، وجدنا أن الفلسطيني يستخدم التربة في بعض المناطق لصناعة مجسمات من الفخار وآخرين كما هي الحال في الباذان بتحويل عيدان القصب إلى مظلات وسلال، وتصل هذه الصناعات إلى الداخل الفلسطيني لشدة الطلب عليها".

وأضاف أبو وردة: "تشكل هذه المهن التراثية إسنادًا للعائلات الفلسطينية التي تعاني من شدة الحصار ومصادرة أرضها لصالح المستوطنات والطرق الالتفافية".

أما الاقتصادي نصر عطياني فقد أشار إلى أن الفلسطينيين لهم خبرة في هذا المجال، فهذا الأمر تاريخي، والضائقة الاقتصادية وانعدام فرص العمل يجبران بعضهم على البحث عن مصادر رزق تكون في متناول أيديهم ويستطيعون الاستفادة منها.

وأكد عطياني لـ"فلسطين" أن مثل هذه المهن تدعم صمود المواطنين وتزيد تمسكهم بالأرض والاستفادة منها، لما تشكله من مردود اقتصادي للعديد من العائلات بعد إقامة الجدار وعزل الأراضي خلفه ومنع تجاوزه إلا بتصاريح إسرائيلية.

اخبار ذات صلة