شكّل تطور وسائل التكنولوجيا والاتصال نقلة نوعية في توثيق ونقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وخاصة المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت في 30 مارس/ آذار 2018، وتحل ذكراها الأولى غدًا السبت، والتي توافق الذكرى الـ43 ليوم الأرض.
فقد أخذ عدد كبير من الصحفيين والنشطاء على عاتقهم مسؤولية توثيق جرائم الاحتلال ونقل الرواية الفلسطينية الصحيحة للعالم أجمع وكشف زيف رواية الاحتلال، من خلال النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
جُملة من الاعتداءات التي ارتكبها الاحتلال ضد المشاركين في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، ولاقت ورواجاً لدى فئات كبيرة من الشعوب العربية والدولية، كحادثة قتل المسعفة المتطوعة رزان النجار، والصحفييْن ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وآلاف الانتهاكات الأخرى.
المصور الصحفي صلاح الحو كان واحداً ممن استغل أدوات التكنولوجيا الحديثة في توثيق سلسلة من جرائم الاحتلال ضد المشاركين في مسيرات العودة.
ويؤكد الحو خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن وسائل التكنولوجيا التي يمتلكها مثل الهاتف المحمول والكاميرا، ساهمت في إبراز حقيقة جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وخاصة المشاركين في مسيرات العودة أمام الرأي العام العالمي.
ويوضح أن تطور وسائل التكنولوجيا جعلتهم يتجنبون بعض المخاطر التي قد يتعرضون لها، كونها كانت تلتقط الصور والمشاهد عن بُعد، واصفاً إياها بـ"المهمة".
ويُشير إلى أنه استخدم تقنية التصوير الجوي بواسطة "طائرة صغيرة"، استطاع من خلالها التقاط مشاهد قوية تثبت بالدليل القاطع استهداف الاحتلال المتعمد للمشاركين في مسيرات العودة.
ويستذكر إحدى المشاهد التي التقطها في مسيرات العودة، وهي لحظة استهداف قناصة الاحتلال لمُسنة بعيدة عن السلك الفاصل، ما أدى إلى سقوطها على الأرض فوراً، مشيراً إلى أنه جرى تسويق ذلك المشهد لوسائل الإعلام العربية والدولية، لإثبات زيف رواية الاحتلال.
وعن مليونية العودة المقررة السبت المقبل مع مرور الذكرى الأولى لانطلاقها، يؤكد الحو أنه سيواصل التغطية الحية والمباشرة وتوثيق جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين.
ويقول إنه سيستخدم تقنيات تكنولوجية حديثة مثل الكاميرات التي تلتقط صورة بزاوية 360 درجة، من أجل الحصول على صور ومشاهد ذات جودة عالية جداً.
ويُنبّه إلى أنهم يواجهون صعوبات عدّة أبرزها عدم سماح الاحتلال بـإدخال الكاميرات والمعدات اللازمة، عدا عن استمرار الحصار واغلاق المعابر.
ووجه رسائل لمستخدمي هذه التقنيات ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة اتخاذ وسائل الحيطة والحذر خلال تغطية أحداث مسيرات العودة، داعياً إياهم لالتقاط صور ومشاهد تثبت إجرام الاحتلال.
فيما يري الناشط الإعلامي حسن اصليح أن وسائل الإعلام الجديد ضرورية لنقل الأحداث الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بمسيرات العودة، وتوصيلها للعالم الخارجي.
ويؤكد اصليح خلال حديثه مع "فلسطين"، أن صحافة الهاتف المحمول التي انتشرت مؤخراً أصبحت تحظى بأهمية كبيرة، كونها توثّق جرائم الاحتلال وتنقلها للعالم بسرعة كبيرة، وهو ما يزيد من حجم التفاعل مع القضية الفلسطينية.
ويوضح أن الاحتلال الإسرائيلي بات يحارب المحتوى الفلسطيني المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كونه ينقل الصور والمشاهد التي تثبت اجرامه ضد المتظاهرين السلميين.
ويؤكد اصليح استعداده الكامل للتغطية الإعلامية خلال مليونية العودة المقررة السبت الموافق 30 مارس/ آذار، مضيفاً "لن ندخر جهداً في نقل الحقيقة وكشف طبيعة الاحتلال المجرم واعتداءاته ضد المتظاهرين السلميين".
ويتابع "رغم استهدافنا مرات عدّة من الاحتلال منذ انطلاق مسيرات العودة، إلا أننا سنواصل أداء رسالتنا الإعلامية ونقل الحقيقة، باستخدام الأدوات والمعدات التكنولوجية البسيطة".
ويُطالب اصليح، أقسام الإعلام في الجامعات الفلسطينية بضرورة التركيز على وسائل وتقنيات التكنولوجيا الحديثة، لما لها من تأثيرات مهمة في نقل الحقيقة وإثبات زيف رواية الاحتلال.