لطالما تفاخر الاحتلال الإسرائيلي بمنظومة "القبة الحديدية"، وعدّها إحدى أهم صناعاته الدفاعية العسكرية في التصدي للمقذوفات الصاروخية، وروج لها في العالم بأنها نجحت في صد وإسقاط 90% من صواريخ المقاومة الفلسطينية، إلا أنها في كل مرة تثبت فشلها الذريع.
وعلى مدار سنوات، سخرت وزارة جيش الاحتلال بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية، أموالًا طائلة وخبرات عسكرية كبيرة؛ لإنتاج "القبة الحديدية"؛ لوقف مفعول صواريخ المقاومة التي تنطلق من قطاع غزة نحو الأراضي المحتلة منذ عام 1948.
وطورت شركة "رفائيل" الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة القبة الحديدية عام 2007، بتكلفة 210 ملايين دولار. وتقدر تكلفة الصاروخ الواحد المعترِض بما بين 35 إلى 62 ألف دولار، وفقًا للمصادر الإسرائيلية.
الخبير العسكري يوسف الشرقاوي يؤكد أن القبة الحديدية التي ينشرها الاحتلال جنوب فلسطين المحتلة؛ لإسقاط صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة، لم تنجح في تحقيق أهدافها أو إسقاط الصواريخ.
ويقول الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": إن القبة الحديدية فشلت ولم تعد تقوم بأعمالها، إذ لم تستطع إسقاط صاروخ وصل (تل أبيب)، أطلق من أقصى جنوب قطاع غزة، وهذا سيدخل الشركة المصنعة لها في حسابات جديدة.
ويضيف أن الشركة الإسرائيلية المصنعة للقبة الحديدية، وجيش الاحتلال الذي دعمها، أُصيبا بخيبة أمل، لكن لا يعلن قادة الجيش عن أي فشل لهذه القبة، وسيدعون دائمًا أن أخطاء فنية سيتم تداركها وراء عدم صد صواريخ المقاومة.
أما المختص في الشأن الإسرائيلي محمود حلمي، فيؤكد أن عدم تصدي القبة الحديدية لصواريخ المقاومة تسبب بحالة تذمر كبيرة في صفوف الإسرائيليين تجاه قيادتهم العسكرية.
ويقول حلمي لـ"فلسطين": إن قادة الاحتلال لم يقدموا أجوبة مقنعة حتى الآن للجمهور الإسرائيلي تفسر عدم قدرة القبة القيام بدورها، بعدما تم صرف ملايين الدولارات لوقف صواريخ المقاومة.
ويوضح أن الصحافة العبرية ركزت خلال اليومين الماضيين على عدم قدرة القبة الحديدية على إسقاط الصواريخ التي تنطلق من غزة، مع وصفها بأنها فاشلة ولا جدوى من وجودها.
وما يؤكد ما سبق، اعتراف الخبير الإسرائيلي في مجال التصنيع العسكري عوديد عمخاي، بأنه في الوقت الذي بات فيه الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن القبة الحديدية قادرة على إنقاذهم من صواريخ غزة، إلا أنها في الحقيقة لا تستطيع إلا اعتراض "رذاذ الصواريخ"، في إشارة إلى تصديها فقط لعدد قليل جدا.
ويضيف عمخاي الذي يشغل منصبًا رفيعًا في شركة "رفائيل"، في مقال له نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أول من أمس، أن القبة الحديدية ليست فعالة في مجال اعتراض الصواريخ التي يزيد مداها على 70 كم، وهذا سبب فشلها في اعتراض الصاروخ الذي أطلق من غزة إلى (تل أبيب) فجر الاثنين الماضي، مردفا أنه من الصعب أيضًا "رصد إطلاق الصواريخ من مرابض تحت أرضية خصوصًا إذا جرى ذلك تحت جنح الليل".
وأعرب عن استيائه من عملية الترويج الدعائية التي وصفها بـ"العنيفة وغير المسبوقة" لمنظومة القبة الحديدية التي حولتها إلى "العجل الذهبي المقدس ومعجزة عصرنا".