فلسطين أون لاين

​أمهات الشهداء يشددن أزر بعضهن بدماء أبنائهن

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

في مشهد مهيب جلست أمهات الشهداء في عزاء الشهيد عمر أبو ليلى منفذ "عملية سلفيت" البطولية، يشددن أزر بعضهن بدماء أبنائهن، ويمددن به حبل الوصال بينهن، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المواصِل لجرائمه بحق وطنهم المسلوب.

أمهات الشهداء مهند الحلبي وباسل الأعرج وعبد الحميد أبو سرور وأحمد جرار وأنس حماد وعبد الرحمن رداد، في حضرة أم الشهيد أبو ليلى، في عرس شهادة تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بالفخر والكبرياء.

تقول والدة الشهيد أبو ليلى: "عندما شاهدت أمهات الشهداء شعرت بشد الأزر والقوة، فأنا لست وحيدة في الصبر والتضحية، وأنا أعد ابني ابن فلسطين، وأتمنى أن يكون أبناء فلسطين مثله، فدم ابني وحد الجميع، وأصبح للناس قدوة، يطلقون اسمه على أبنائهم، حتى مفترق مستوطنة "أريئيل" أُطلق عليه اسم عمر أبو ليلى، وهذا فخر كبير لنا".

الشاب عزمي داود وضع صورة الشهيد أبو ليلى وأمهات الشهداء مع والدته على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتب أسفلها: كلنا عمر.

أما الشاب الجامعي رياض خلف من محافظة قلقيلية، قال: "عندما شاهدت تجمع أمهات الشهداء في بيت العزاء في بلدة الزاوية، وصلاة الجمعة في ساحة المدرسة لاستقبال أهالي قرية عبوين، وقدوم الوفود المعزية من كل فلسطين، أيقنت أن دم الشهداء له تأثير لا يوصف، وهو الشيء الوحيد الذي يُجمع عليه الجميع، وأن فلسطين ستبقى حاضرة في نفوس الأجيال".

وقال ابن بلدة الزاوية الشاب عماد شقير: إن دم عمر تفاخر به القاصي والداني، حتى أن شبابا من مدينة السلط الأردنية نفذوا حملة بعنوان "عشر عمرات لأداء العمرة عن روح الشهيد عمر أبو ليلى"، وهذا فخر لكل فلسطين وليس لعائلة الشهيد عمر فحسب.

أما والده أمين أبو ليلى، فقال: "ابني أصبح معروفًا للجميع"، مضيفا: "كان شابا عاديا يدرس في الجامعة، ويملك سيارة والكل يحبه، ومحبة الناس له جعلته يضحي بدمه وفاءً لفلسطين وأهلها، ولم يبخل عليه أهل فلسطين، فمن جاء لبيت العزاء من أبناء الشعب الفلسطيني كان عُمُرا ثانيا لابني الشهيد عمر".

وتابع: "أمهات الشهداء كانت لفتتهن عظيمة وكذلك أهالي عبوين، فنحن في فلسطين الدم والوجع والألم عوامل مشتركة جسدها الاحتلال فينا، ومع ذلك نكون مع بعضنا البعض كالبنيان المرصوص".

مسؤول العلاقات العامة في بلدية الزاوية عزمي شقير، قال: "شهدت الزاوية عرسا في الوفاء والتكاتف والتعاون، فمجيء أمهات الشهداء إلى بيت العزاء من كل أنحاء فلسطين كان له الأثر الطيب على والدة الشهيد التي شعرت بقوة الحاضنة الشعبية والتضامن الكبير".

ولفت إلى أن المستوطنين أصابتهم النكسة من قوة تضامن الفلسطينيين مع عائلة الشهيد أبو ليلى، فبلدة الزاوية تحولت إلى رمز الوفاء والتضحية، والكل عدّ دم الشهيد عمر دمه، ومصاب العائلة مصابه، فكان دم الشهيد عمر الموحد للجميع دون استثناء.