تصدرت صورة كبيرة للقصف الإسرائيلي على غزة، الصفحة الأولى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وأسفلها صورة صغيرة تجمع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب توقيع قرار الأخير بشأن مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
ذلك المشهد الإعلامي يعكس حقيقة حدثت في (إسرائيل)، على عكس آمال نتنياهو، الذي كان يأمل أن يدعمه قرار الإدارة الأمريكية في سباق الانتخابات المقررة إبريل/ نيسان المقبل.
وبينما أراد نتنياهو أن يتصدر لقاؤه مع ترامب في البيت الأبيض عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية، انصب اهتمام الإعلام العبري على قطاع غزة.
ولطالما قدرت وسائل الإعلام العبرية أن نتنياهو أراد بشدة صورته مع ترامب قبل وقت قصير من الانتخابات العامة الإسرائيلية، التي ستحسم مصيره في البقاء على رأس الحكومة.
ومساء الإثنين، وقع ترامب، في البيت الأبيض، وبحضور نتنياهو، مرسوما رئاسيا يعترف بـ"سيادة" الاحتلال الإسرائيلي لمزعومة على الجولان المحتلة.
وفي ذات الوقت، كان الجيش بدأ شن سلسلة غارات عنيفة على عدة أهداف في غزة، ردا على إطلاق صاروخ من القطاع، صباح الإثنين، سقط شمال مدينة تل أبيب، بحسب بيان صدر عنه.
** غزة تخطف الأنظار
"حماس تلعب بالنار" كان عنوان صحيفة "إسرائيل اليوم" في صدر صفحتها الأولى، مع صورة كبيرة لانفجار في غزة، وأسفلها صورة احتفالية للتوقيع على قرار ترامب، كُتب إلى جانبها "تحتاج لرئيس جريء واحد للقيام بخطوة تاريخية".
المشهد في "يديعوت احرونوت" و"إسرائيل اليوم" تكرر أيضا في الصفحة الأولى لصحيفة "معاريف" التي كتبت فوق صورة كبيرة لانفجار في غزة "تحت النار".
وأسفل الصورة، وُضعت صورة صغيرة لنتنياهو وترامب أثناء الاحتفال بالتوقيع على قرار الجولان، وكتبت الصحيفة "مع بدء القصف على غزة، وصل رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض والتقى ترامب".
وبدلا من الاحتفال بالقرار الأمريكي في مكتبه فإن نتنياهو الذي اختصر زيارته إلى واشنطن، سيتوجه بعد ظهر الثلاثاء من مطار بن غوريون، قرب تل ابيب، إلى مقر وزارة الدفاع في المدينة لترؤس جلسات أمنية حول التطورات في غزة.
** دعوة للهدوء
من جانبها، دعت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، إلى "اختيار الهدوء على العقاب" وكتبت "حققت العمليات العسكرية الكبيرة السابقة فترات من الهدوء، لكن الحاجة إلى إطلاق مثل هذه العمليات مرارًا وتكرارًا تؤكد أنها وحدها لا تستطيع ضمان أمننا".
وأضافت "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن حملة عسكرية أخرى، مهما كانت كبيرة وعنيفة، يمكن أن تنتج أي مخرجات أكبر مما حققته سابقاتها" في إشارة إلى حربي 2012 و2014.
وتابعت الصحيفة "في ضوء الضغط الهائل على إسرائيل في هذا الوقت، يتعين على الحكومة التوفيق بين تطلعاتها للانتقام من إطلاق الصواريخ وإظهار عزمها على استعادة الردع مع الاعتراف بعدم جدوى شن أي عمل عسكري واسع النطاق.. الهدف من ذلك هو تحقيق الهدوء، وليس إغراق البلاد في حرب أخرى".
** تفاصيل الهجمات
كما أفردت الصحف العبرية مساحات لتفاصيل الهجمات على قطاع غزة، والوساطة المصرية.
وقالت صحيفة" جيروزاليم بوست" إن فلسطينيين أطلقوا 60 قذيفة صاروخية على جنوبي إسرائيل، فيما نفذ الجيش مئات الهجمات الجوية خلال ساعات الليل.
وأضافت أن "نتنياهو قطع زيارته إلى واشنطن، وعاد إلى إسرائيل بعد اجتماع مع الرئيس ترامب".
وتابعت الصحيفة "من المتوقع أن يصل إسرائيل ظهر الثلاثاء، ويلتقي بكبار مسؤولي الأمن في مقر القيادة العسكرية في تل أبيب".
ومنذ مساء الإثنين، وحتى فجر الثلاثاء، شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على عدة أهداف في أنحاء غزة، ردا على إطلاق صاروخ من القطاع، سقط شمال مدينة تل أبيب.
فيما ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الجيش الإسرائيلي شنّ أكثر من 50 غارة على مناطق متفرقة من القطاع؛ استهدفت مواقع مختلفة، وأسفرت عن إصابة 10 أشخاص.
وتحدثت تقارير فلسطينية فجر الثلاثاء، نقلًا عن مسؤولين في حركة "حماس" عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، بوساطة مصرية، فيما نفى مسؤولون إسرائيليون ذلك.