أكثر من 650 حاجزًا عسكريًّا إسرائيليًّا تنتشر وتقطع أوصال الضفة الغربية المحتلة، لتفاقم معاناة المواطنين اليومية دون مراعاة لكبير أو صغير أو مريض.
وخلال السنوات الأخيرة، تصاعدت جرائم الاحتلال بحق المواطنين العزل في أثناء مرورهم عبر تلك الحواجز التي يعبرونها يوميًّا وصولًا لمنازلهم أو أماكن عملهم أو تنقلاتهم اليومية.
ويعد حاجز "النشاش" الثابت على المدخل الجنوبي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة، واحدًا من تلك الحواجز العسكرية التي يتخللها عمليات إعدام واعتقالات يومية بحق المواطنين.
وأفاد الصحفي أسيد عمارنة، بأن حاجز "النشاش" أقيم كما بقية الحواجز العسكرية الثابتة في الضفة المحتلة مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠م، ويتعمد الجنود إيقاف مركبات المواطنين وتفتيشها ومنعهم من المرور.
وأشار عمارنة إلى أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز بالسواتر الترابية لفترة زمنية، لافتًا إلى أن الحاجز يعد مدخل مدينة بيت لحم الجنوبي ويربطها بقرى الخليل الشمالية والخط الرئيس المؤدي إليها.
وقال: إن إغلاق الحاجز يعني إغلاق شريان الحياة لآلاف المركبات والمواطنين يوميًّا، عدا عن الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المواطنين.
ودلل على ذلك بحادثة إعدام الشهيد أحمد جمال مناصرة، الذي هب لإنقاذ حياة عائلة فلسطينية على الحاجز أطلق جنود الاحتلال النار عليها الأسبوع الماضي.
وذكر عمارنة أن الشهيد مناصرة تعرض لأكثر من سبع رصاصات في الصدر والبطن وفارق الحياة على إثرها، ثم نجح شبان آخرون بنقله من المكان إلى مستشفى بيت جالا "الحسين" الذي أعلن استشهاده على الفور.
وأكد الصحفي الفلسطيني أن هذه الجريمة إضافة جديدة إلى جرائم الإعدام الميداني التي تنفذها قوات الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك ساكنا.
ومن وجهة نظر المواطن علي فواغرة، فإن حاجز "النشاش" يعد من أبرز نقاط الاعتقال للشبان الفلسطينيين.
وقال فواغرة: في كل أسبوع تقريبًا تسجل حالات اعتقالات وإطلاق نار على هذا الحاجز وهو أمر يؤرق الفلسطينيين الذين يتعرضون للاعتقال إلى جانب الاحتجاز لساعات والتنكيل والتفتيش.
وينصب الاحتلال على الحاجز بوابة حديدية يقوم بإغلاقها وقتما يشاء، وبإغلاقها يحاصرون عشرات آلاف الفلسطينيين في لحظة واحدة، في حين تندلع في المنطقة مواجهات بشكل دائم رفضًا للسياسات والجرائم الإسرائيلية.