قائمة الموقع

​"سيف العقاب الجماعي".. مكافأة "السلطة" لتضحيات "مثلث القضية"

2019-03-26T07:59:15+02:00
صورة أرشيفية

الشهداء، والجرحى، والأسرى الفلسطينيون، مثلث القضية الفلسطينية لطالما كان يعرف بالخط الأحمر، لا أحد – فلسطينيا – يستطيع تجاوز هذا الخط، لكن السلطة الفلسطينية تجاوزته ووضعت سيف العقاب الجماعي على رقاب الأسرى والجرحى وعائلاتهم بقطع مخصصاتهم المالية.

الجريح عيد أبو صلاح، أصيب في 11 يوليو/ تموز 2002م، في أثناء مشاركته في انتفاضة "الأقصى"، يقول عن تلك الإصابة لصحيفة "فلسطين": "أصابتني قذيفة مدفعية أدت إلى بتر يدي اليمني، كان عمري حينها 17 عاما، سافرت لمصر والأردن ودول أخرى، وأجريت لي نحو 24 عملية جراحية، حتى أستطيع ممارسة حياتي، كان آخر العمليات عام 2005م".

لكن الشيء الوحيد الذي لم يتوقعه أبو صلاح هو أن تقطع السلطة قبل شهرين راتبه ضمن آلاف الجرحى والأسرى وعائلات الشهداء.

وبصوت بدا متحسرًا على واقع الحال المرير قال: "لم أتوقع في حياتي أن تقطع السلطة راتبي، فنحن لا نستطيع إعالة أسرنا، ولا العمل ولديّ ستة أطفال".

والده، وهو أسير محرر "سعيد أبو صلاح" أمضى سبع سنوات في سجون الاحتلال، طالته كذلك عقوبات قطع الرواتب، كما شقيقه الأسير "غسان" المحكوم بالسجن (17 عاما)، أمضى منها 12 سنة، فضلا عن شقيقه "سعيد" الذي ارتقى شهيدًا بمسيرات العودة.

ويشير إلى أن عمه "أسعد" أسير محرر، وابنيه الأسيرين "فهمي" المحكوم بالسجن (22 عاما)، وصلاح المحكوم بالسجن (17 عاما)، وشقيقهم المصاب عبد العزيز، جميعهم قطعت رواتبهم.

"ليش أبو مازن قطع رواتبنا؟"، يتساءل أحد أطفال العائلة، احتار والده في إجابة الصغير الذي درس في كتبه المدرسية عن "الحرية" وحب والانتماء للوطن والقضية ويعرف أن عمودها الشهداء والأسرى والجرحى، ليكتفي بالقول له: "كل واحد بقول لـ (إسرائيل) لا، تكون هذه مكافأته".

يؤثر القرار، والكلام لـ"عيد"، على شقيقه الأسير وعائلته، فهي بالكاد تستطيع تأمين معيشتها اليومية، فالراتب المسلوب سياسيَّا هو مصدر الدخل الوحيد، ولم يعد يستطيع تحويل أموال إلى مقصف السجن.

ويصف ما حدث بأنه "عقاب جماعي"، متسائلًا: "ما هو المطلوب من الأسير، وهو مقيد داخل السجون لكي يعترف بالشرعية؟ ولماذا يُزج بهم في التجاذبات السياسية؟ ألا يكفي أن هؤلاء الأسرى الذين قطعت رواتبهم بحجة الانتماء لحماس ممنوعون من الزيارة منذ أربع سنوات؟".

تساؤلات لا يجد "أبو صلاح" إجابة عنها.

وكانت السلطة الفلسطينية قد قطعت مطلع يناير/ كانون ثانٍ رواتب نحو 1100 جريح فلسطيني من قطاع غزة، ونحو 400 أسير، و1668 شهيدًا.

والحال نفسها يعيشها الجريح ظريف الغرة، الذي أصيب خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، برصاصة في الظهر تسببت له بشلل نصفي، في حين لم تزل الآلام والمعاناة ترافقه منذ 18 عاما.

ويقول الغرة لصحيفة "فلسطين": "لم نتوقع أن نهان بهذه الطريقة، أو حتى نصبح بلا قيمة، وأن يقطع المخصص المالي، ويزج بنا في الخلافات السياسية".

أما على الصعيد العائلي فيشير الغرة إلى أن الراتب المسلوب هو مصدر دخل العائلة الوحيد، مضيفا: "أصبحنا فقراء بقرار من رئيس السلطة، وكوني مستأجرا لا أستطيع دفع ثمن تكاليف الإيجار، أو شراء الأدوية للعلاج (..) قرار قطع الراتب كان مفاجأة لنا، وهو قرار خطير على جميع المستويات".

يواصل الغرة وغيره من الجرحى الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم 12 على التوالي، ويعتزمون تخصيص خيمة اعتصام للإضراب حتى استعادة حقوقهم.

ويضيف: "منذ قطعت السلطة رواتبنا لم يحدث أي حراك بهذا الملف، في ظل ضعف الدور الفصائلي والمجتمعي في مساندة قضيتنا، التي تمس بالأعراف والكرامة، وتنتهك القانون الأساسي الفلسطيني".

اخبار ذات صلة