مَنْح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، دولة الاحتلال الإسرائيلي "حق السيادة" على مرتفعات الجولان المحتلة، خلال لقائه برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مساء أمس، يعني تقديمه هدية إستراتيجية واقتصادية لـ(إسرائيل) على طبق من ذهب، عقب اعترافه سابقًا بالقدس المحتلة عاصمةً مزعومةً لها ونقل سفارة بلاده إليها.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، كونها تطل على مرتفعات تكشف غالبية العاصمة السورية دمشق، إضافة إلى أنها تعد حصنًا قويا لدولة الاحتلال من جهتها البرية الشمالية.
وفي عام 1981 أعلن الاحتلال إخضاع الجولان من جانب واحد لـ"سيادته"، في خطوة لم تحظ باعتراف دولي أو أممي، حيث أصدر مجلس الأمن عدة قرارات رافضة لذلك.
ويعد القرار رقم 497 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 1981، بالإجماع، أبرز القرارات الصادرة عن المجتمع الدولي، التي ترفض ضم الاحتلال الجولان وتعده أراضي محتلة، وقرار (إسرائيل) بشأن ذلك غير شرعي ولاغٍ.
وتوجد في الجولان قرابة 30 مستوطنة إسرائيلية، يعيش فيها نحو 20 ألف مستوطن، إضافة إلى نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدروز.
المختص في الشأن الإسرائيلي إبراهيم جابر، يرى أن القرار الأمريكي بضم هضبة الجولان المحتلة إلى الاحتلال خطير جدا ويعطي (إسرائيل) الحق بضمها بشكل غير شرعي.
ويقول جابر في حديثه لصحيفة "فلسطين": إن قرار ضم الجولان إلى الاحتلال من الولايات المتحدة، يعني أنه في حالة قيام أي تحرك عربي حربي مستقبلًا لإعادتها سيقوم الجيش الأمريكي بمساندة جيش الاحتلال في صد أي هجوم؛ لأنه هو من أعلن "سيادة (إسرائيل)" عليها.
ولفت جابر إلى أن الاحتلال يعدها جزءًا من أرض (إسرائيل)، خاصة أنها تطل على مرتفعات عالية تكشف شمال الأراضي المحتلة بشكل كامل، وحيفا، ومرج بن عامر، والجليل.
وبين أن اعتراف ترامب بسيادة الاحتلال على هضبة الجولان "خطوة غير قانونية"، لكن ذلك سيمنح الاحتلال التوغل بشكل كبير في الأراضي العربية، مرجحًا أن يطلب نتنياهو من الولايات المتحدة ضم الضفة الغربية المحتلة لـ(إسرائيل) بشكل رسمي.
ومن الناحية العسكرية، أوضح أن الاحتلال يعد هضبة الجولان خط الدفاع الأول عن البلدات المحتلة في شمال فلسطين، وعمقا قويا واستراتيجيا، لذا يعد ضمها مكسبا عسكريا إضافة إلى السياسي.
وأشار إلى أن هضبة الجولان تزود الاحتلال بالكثير من المياه العذبة، وتمد نهر اليرموك، وبحيرة طبريا، وكذلك يتواجد بها العديد من ينابيع المياه الطبيعية، والساخنة التي تعد مكانا سياحيا لدولة الاحتلال.
الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، يرى أن قرار الولايات المتحدة بضم الجولان لـ"سيادة الاحتلال" جاء من ترامب لدعم نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، كون مستقبله السياسي بات مهددًا في الفترة الأخيرة من خلال ملفات الفساد التي تعصف به.
وأكد جعارة لـ"فلسطين" أن نتنياهو يعد ضم الجولان إنجازا تاريخيا ووحيدا لدولة الاحتلال رغم أن السيطرة الإسرائيلية عليه موجودة منذ احتلاله، وسيعمل على تسويق ذلك ضمن حملته الانتخابية.