فلسطين أون لاين

​تحليل: نتنياهو ينتهج التصعيد خدمة لمصالحه الانتخابية

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ أحمد المصري:

رأى محلّلان سياسيان أنّ ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي تجاه ملفات المسجد الأقصى، والأسرى، وكلٍ من الضفة الغربية وقطاع غزة، محاولة مكشوفة لخدمة مصلحة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الانتخابية القادمة، والظفر بمقعد رئاسة الحكومة لفترة جديدة.

وأكد المحللان لـ"فلسطين"، خلو جعبة "نتنياهو" من أي أوراق رابحة في معركة الانتخابات القادمة، سوى التصعيد الممنهج والمدروس تجاه الفلسطينيين ومقدساتهم، مشيرين إلى أنّه يدرك بوضوح نجاح هذه الوسيلة في ظل تعاظم نزوع المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف تجاه الفلسطينيين.

وبعد نحو أسبوعين تعقد الانتخابات العامة في دولة الاحتلال، قبل موعدها الأصلي، حيث يتنافس في انتخابات الكنيست 48 قائمة سياسية، وسط محاصرة "نتنياهو" بملفات اتهامات الفساد والفشل في إدارة الملف الأمني.

حرب حقيقية

ومنذ عدة أسابيع تحولت سجون الاحتلال لساحة حرب إجرامية ضد الأسرى الفلسطينيين بعد قمع قوات القمع لهم والتنكيل بهم جراء اعتراضهم على أجهزة التشويش المسرطنة خصوصًا في سجن النقب.

وفي شأن في القدس المحتلة، حولت قوات الاحتلال المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، عبر نصب عشرات الحواجز، وتنفيذ حملات من اعتقال وإبعاد المصلين والمرابطين والشخصيات والمرجعيات الدينية، وتضيق الخناق على المصليين بعد نجاحهم في فتح مصلى الرحمة، مؤخرًا.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، إنّ التغول والبطش الإسرائيلي يأخذ منحى تصاعدي خلال الفترة الأخيرة على كافة الاتجاهات، بما لا يدع مجالًا للشك ارتباطه الانتخابات الإسرائيلية القادمة.

ويؤكد عبيدات أنّ "نتنياهو" يحاول الاستثمار في الدم الفلسطيني، والاستيلاء على الأرض، والاعتداء على المقدسات، والتغول على الأسرى، بما يدركه من كون هذه الأوراق أوراق رابحة لجلب أكثر عدد من الأصوات في معركة الانتخابات القادمة.

ويلفت إلى أنّ المجتمع الإسرائيلي وخلال السنوات العشر الأخيرة تعاظمت نزوعه نحو المزيد من التطرف واليمينية المتشددة، وهو ما يلعب "نتنياهو" على وتره بكل حرفية، وذكاء عبر تلبية رغبات هذا المجتمع وتعطشه لنزعة التطرف تجاه الفلسطينيين.

ممنهج ومدروس

ورغم هذا التصعيد، إلا أنّه وفقا لعبيدات "ممنهج ومدروس"، ولا يريد "نتنياهو" أن يخرج عن نطاق السيطرة، وأن تنقلب الأمور رأسًا على عقب، كأن يدخل في حرب على قطاع غزة، لا يعرف أن يخرج منها، يكون ثمنها في نهاية الأمر كرسي رئاسة الحكومة.

ويلفت الانتباه إلى أنّ "نتنياهو" يذهب إلى التصعيد كورقة رابحه في يديه، وذلك في ظل اتهامات الأحزاب الإسرائيلية له بالفشل، في إدارة ملف غزة، والأمن، إلى جانب إمكانية اتهامه بالفساد من قبل القضاء.

واتفق المحلل السياسي جورج جقمان مع رأي سابقه، مؤكدًا أنّ فتح "نتنياهو" لجبهات عدة من التصعيد سواء كان داخل السجون أو تجاه مدن القدس وقطاع غزة والضفة الغربية، لا يأتي عبثا بقدر ما يعود للبزار الانتخابي الإسرائيلي القادم.

ويلفت جقمان إلى أنّ حمى هذا "البزار" بدأت مبكرًا منذ استقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واتهامه مباشرة لـ"نتنياهو" بالفشل والضعف تجاه غزة.

هدف مكشوف

ويشدد على أنّ كافة حلقات التصعيد الإسرائيلية الملموسة ذات هدف مكشوف ومعروف حتى داخل وسط مجتمع الاحتلال، بأنه ذو علاقة مباشرة بالانتخابات، ورغبة من "نتنياهو" بالظفر في مقعد رئاسة الحكومة مرة أخرى.

ويرى أنّ المجتمع الإسرائيلي داخل دولة الاحتلال ورغم معرفته بسياسات "نتنياهو" وما وراء تصعيده إلا أنه سيجد نفسه مجبرًا على التصويت له في الانتخابات، بما يشبع له "نتنياهو" من حالة تطرفه بالتوغل في دماء الفلسطينيين والسطو على أرضهم والاعتداء على مقدساتهم.

وأشار جقمان إلى أنّ نتنياهو استخدم ومنذ عدة أسابيع أوراق سياسية عدة لتسويق نفسه كما كان الحال في استعراض ملف التطبيع العربي، غير أن لجوئه لسياسة التصعيد يوحي إلى رؤيته بأن هذا الملف هو الملف الوحيد الذي من الممكن أن يقنع الجمهور الإسرائيلي ذو الطبيعية اليمينية المتشددة لإعادة انتخابه مرة أخرى.