حذر مدير عام المستشفيات في قطاع غزة د. عبد اللطيف الحاج، من تفاقم معاناة المرضى جراء ازدياد الأعباء على المستشفيات في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة المفروضة على أهالي القطاع.
وقال الحاج لصحيفة "فلسطين": "موارد وزارة الصحة استنزفت تماما جراء الأعداد الكبيرة المقبلة على المشافي وعدم قدرة المواطنين على الذهاب للمستشفيات الخاصة بسبب الأعباء الاقتصادية".
وأضاف الحاج: "إن الإجراءات التي تفرضها السلطة على قطاع غزة طالت موارد الصحة وأثرت على قدراتها، خصوصًا بعد قطع رواتب موظفين من ضمنهم أطباء في أقسام طبية حساسة".
وكان رئيس السلطة محمود عباس قطع رواتب أكثر من 278 موظفا من وزارة الصحة ضمن الإجراءات العقابية المفروضة على غزة في شهر نيسان 2017 التي شملت خصم 50% من رواتب موظفي السلطة، وتقليص الكهرباء، والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد المبكر الإجباري.
ونبه الحاج إلى أن مستشفيات غزة لم تصلها أي موازنات تشغيلية من السلطة منذ بداية الانقسام، وما كان يصل من رام الله فقط أدوية ومستهلكات طبية توقفت السلطة عن إرسالها أخيرًا.
وأكد الحاج أن مستشفيات الوزارة وصلت نسبة الاشغال بها إلى 100%، وباتت بحاجة إلى كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية.
ولفت النظر إلى أن المستشفيات تعاني من عدم توفر الأدوية الأساسية، وأن عددًا من الفحوصات الطبية لا يمكن إجراؤها، في حين بات رصيد العديد من المستهلكات الطبية في المخازن صفرا.
وبيّن الحاج أن المستشفيات في غزة تعاني شحا في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، إذ تحتاج وزارة الصحة لكميات كبيرة من الوقود شهريًا لضمان تشغيل التيار الكهربائي على مدار اليوم خاصة في الأقسام الحساسة.
وتابع: "لم يسبق أن وصلت الوزارة إلى هذا الحد من الأزمة، الأمر الذي جعلها أيضاً غير قادرة على توفير الوجبات الغذائية للمرضى داخل مستشفياتها رغم أهمية تخصيص غذاء يتناسب مع حالات المرضى الصحية".
وقال الحاج إن أعداد جرحى مسيرات العودة الكبرى "أضافت عبئا كبيرا على مستشفيات الوزارة واستنزفت طاقاتها، وشغلت جميع غرف العمليات، ما دفع لإرسال أعداد من المرضى للجمعيات والمستشفيات الأهلية والخاصة وغير الحكومية، كمستشفى العودة، والقدس، والهلال الأحمر، وغيرها".
وأشار إلى أن وزارة الصحة اضطرت لتأجيل بعض العمليات الاعتيادية خلال الأشهر القليلة الماضية، ما زاد عددها لـ 8 آلاف عملية مؤجلة، لكن بجهود الداعمين، تمكنت الوزارة من إجراء 4 آلاف عملية جراحية بالتعاون مع مستشفيات خاصة.
حالة طوارئ
وشدد مدير عام المستشفيات في القطاع على أن وزارة الصحة في حالة استنفار لطواقمها منذ أكثر من شهر استعدادًا لتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين في ذكرى يوم الأرض في الـ 30 من آذار ضمن خطة واضحة.
وتشمل الخطة بحسب الحاج، تجهيز غرف جديدة للعمليات ، وتوزيع الأطباء المختصين على عدد من المستشفيات تغطي القطاع وتوزيع الخدمات بما يتناسب مع التقسيم السكاني للمواطنين.
وطالب الحاج بتجنيب وزارة الصحة أي أجندات سياسية والإقرار بضرورة تحييدها عن المناكفات السياسية، وأهمية توفير الموازنات المالية والأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لضمان سير الوزارة التي تعد عصب المواطن.
وكانت وزارة الصحة حذرت في وقت سابق من التداعيات الكارثية لاستمرار أزمات الصحة على المرضى في القطاع، وما ينتج عنه من تهديد لحياة 800 مريض بالفشل الكلوي، وحوالي 13 ألف مريض سرطان وعشرات آلاف المرضى الآخرين.