بدأت جمعية "إلعاد" الاستيطانية، وما تُسمى "سلطة الآثار" الإسرائيلية أخيرًا بأعمال لفتح ثغرة تحت أسوار القدس العتيقة؛ بهدف تمكين السائحين من الدخول من ما تسمى "مدينة داود" المزعومة في بلدة سلوان إلى منطقة "الحديقة الأثرية" قرب حائط البراق، ما يلزم تفكيك جزء من مبنى يعود تاريخه إلى العصر الأموي، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما تُسمى "الحديقة الوطنية عير دافيد" (سلوان) جنوبي البلدة العتيقة، التي تديرها جمعية "إلعاد"، حفرت أنفاقا عدة تحت الأرض يفترض أن ترتبط بمشروع سياحي كبير باسم "طريق الحجاج"، بينها النفق الذي يطلق عليه "الشارع المدرج"، ويبدأ من عين أم الدرج في سلوان وينتهي قرب باب المغاربة إلى المكان الذي يجري التخطيط لبناء "مركز للزوار" فيه.
وأضافت أنه وحيث ينتهي النفق، يفترض أن يتشعب منه نفقان آخران، الأول كان عبارة عن قناة تصريف يعود تاريخها إلى قرون عدة قبل الميلاد وتصل إلى حائط البراق، وتتيح المجال لدخول البلدة القديمة عبرها، بيد أنها ضيقة وتتسع فقط لمجموعات صغيرة.
أما النفق الثاني الذي حفر في مسار شارع يعود إلى العهد البيزنطي، فهو يتسع لمجموعات أكبر ويصل إلى ما تسمى "الحديقة الأثرية" قرب حائط البراق.
وبحسب الصحيفة، فإن جمعية "إلعاد" و"سلطة الآثار" حفرتا الشارع البيزنطي، ووصلتا إلى مبنى يقع تحت سور البلدة القديمة، وهو مبنى يعود تاريخه إلى القرن السابع بعد الميلاد، وبهدف تمكين السائحين من الدخول فإن ذلك يلزم فتح ثغرة كبيرة في المبنى الذي هو جزء من حي يضم قصورا أموية عدة.
ويؤكد الباحث والخبير في شؤون القدس جمال عمرو أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً حضارية مفتوحة ضد الآثار الإسلامية والمسيحية في القدس، عدا عن محاولاته المستمرة لتغيير وتهويد معالم الأحياء المقدسية.
وأوضح عمرو في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن الجمعيات الاستيطانية القائمة على تهويد معالم القدس، تتلقى تمويلاً كاملاً وكبيراً من الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى أن فتح أنفاق في جدران المباني الأموية، مستمر وسط صمت من قيادة السلطة برام الله.
وبيّن أن مشاريع الجمعيات الاستيطانية في بلدة سلوان بالقدس تستهدف أماكن إسلامية خالصة تعود أصولها للعصر الأموي، وليست آثارا تاريخية يهودية كما يدّعي الاحتلال.
يشار إلى أنه قبل أسابيع عدة انهار جدار في أحد مواقع الحفر الكبيرة التي تجريها جمعية "إلعاد" في سلوان بسبب الأمطار الغزيرة، وهو موقع قريب من المدخل الذي يدخل عبره عمال الحفر في نفق "الشارع المدرج".