قائمة الموقع

​على مفترقات الطرق.. "مشاريعُ صغيرة" للباحثين عن "لقمة العيش"

2017-02-08T08:31:54+02:00

يقف العشريني "ياسر عبده" عند المفترق المؤدي إلى مرفأ الصيادين، غربي مدينة غزة، خلف بسطته الصغيرة التي احتوت على أنواع متعددة من تسالي الأطفال والمكسرات المحمصة، يرتبها بعناية كي يلفت أنظار القادمين إلى ساحة الميناء للتنزه.

وفي فصل الشتاء، يخرج عبده من بيته في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين قبل حلول ساعات الظهيرة، فانخفاض درجات الحرارة في ساعات الصباح الأولى تمنعه من الخروج باكرًا من منزله كما يفعل خلال موسم الصيف حيث ارتفاع حرارة الجو.

وعبده، كما الكثير من الشباب الذي ضاق ذرعًا بالبطالة والحاجة فاتجه إلى خوض تجربة العمل على عربات متنقلة مجرورة يدويًا تتخذ من مفترقات الطرق مكانًا لها، بعدما حالت الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر دون حصولهم على فرص عمل تساعدهم في مواجهة المتطلبات المعيشية.

ورغم مشقة ظروف العمل وقضاء جل ساعات يومه خارج بيته، إلا أن الشاب العشريني يشعر بالمتعة كونه استطاع توفير سبل الحياة الكريمة لعائلته المؤلفة من تسعة أفراد، وبات يُضرب به المثل في أرجاء المخيم لقدرته على إيجاد وظيفة له وإن كانت محدودة الدخل.

ويقول عبده لـ"فلسطين": "عانيت مثل بقية شباب غزة من تداعيات الحصار الإسرائيلي، ولكن لم تدم معاناتي طويلًا، حيث اقترضت قرابة 200 دولار لتجهيز عربة المكسرات بكافة أدواتها، ثم باشرت العمل حول المتنزهات العامة مثل ساحة الكتيبة والبحر ومتنزه بلدية غزة".

عمل متدرج

أما "خالد عودة"، فكان صغيرًا حين راح يعمل على العربات المتنقلة، بدأ ببيع المثلجات والمشروبات الباردة على شاطئ بحر غزة، ثم انتقل لبيع حاجيات الأطفال قرب منطقة المدارس غربي مدينة غزة، قبل أن يكبر في العمر ويستقر على بيع المشروبات الساخنة بجميع أصنافها عند أحد المفترقات.

ويقول عودة إنه كان يعمل في بداية مشواره الذاتي خلال العطل الأسبوعية والإجازات السنوية، وبعد خروجه من المدرسة في منتصف عقده الثاني خصص جميع أوقاته للعمل الحر، مستفيدًا من عربة سابقة تركها له جده قبل وفاته.

ويضيف لـ"فلسطين": "كنت أتمنى إكمال دراستي الثانوية والحصول على شهادة جامعية، إلا أن وفاة أبي وصعوبة الظروف الحياتية لعائلتي، دفعاني إلى ممارسة العمل في سن مبكرة"، مشيرًا إلى أنه يكسب يوميًا قرابة 70 شيكلًا.

ولكون الشاب عودة يتخذ من مفترقات الطرق مقرًا لعمله المتنقل، ففئة زبائنه تنحصر بين سائقي سيارات الأجرة وأصحاب المحال التجارية القريبة منه، وعن ذلك يتحدث: "مشروع العمل على العربات مربح، وفيه مكاسب وفيرة، رغم أن ظروف العمل معقدة خلال فصل الشتاء وموسم سقوط الأمطار".

وتنتشر في شوارع قطاع غزة وبالقرب من المتنزهات العامة مئات العربات والبسطات، التي وجد فيها الشباب ضالتهم للهروب من شبح البطالة، عبر افتتاح مشاريع عمل صغيرة دون الحاجة إلى رأس مال كبير أو مستلزمات تأسيس معقدة.

إيجابيات وسلبيات

وفي منطقة الساحة وسط مدينة غزة، يتخذ "حازم شحادة" من أحد المفترقات المؤدية إلى المناطق الشرقية للمدينة، مكانًا لعربته التي يبيع عليها بعض أصناف الوجبات السريعة خلال ساعات الصباح الباكر والمساء.

ويتكئ شحادة على عربته الصغيرة، ويتحدث بلغة المكافحين عن أنه يسعى إلى توفير النفقات المالية اللازمة لإكمال أشقائه الثلاثة دراستهم الإعدادية والثانوية، بعدما حالت المشاكل الصحية لوالده دون استمراره في عمله بمجال البناء.

وبين أن العمل عند مفترقات الطرق الرئيسة له إيجابيات وسلبيات، كوجود البائع في منطقة مزدحمة بالسيارات ومشحونة بالضوضاء على مدار الساعة، ومقابل ذلك يمثل فرصة لجذب الزبائن ونيل فرص أكبر للبيع خاصة للموظفين وطلبة المدارس.

اخبار ذات صلة