قائمة الموقع

​الورود.. طريق رواء لمكافحة أشواك البطالة

2019-03-23T10:21:19+02:00
جانب من عمل الفتاة في مشتلها الخاص (عدسة صحيفة فلسطين-تصوير: ياسر فتحي)

بين جنبات دفيئة زراعية صغيرة تتنقل الفتاة رواء النجار بين أشتال الورود الزاهية بألوانها الحمراء والزرقاء، مسابِقة الزمن من أجل إنجاح مشروعها الخاص، في ظل وضع اقتصادي صعب، وفرص وظيفية نادرة الإعلان في قطاع غزة.

وسلكت الشابة الفلسطينية رواء (22 عامًا) طريقها المحفوف بالصعوبات المجتمعية والاقتصادية، وبادرت بإنشاء مشروعها الخاص في مشتل لزراعة الورود وبيعها.

وتبدو رواء مستعدة جيدًا لاستقبال يوم الأم في 21 مارس/ آذار من كل عام، وتلبية مطالب زبائنها من مشتل "Rewaa flowers" كما تسميه.

والمشروع الذي أقامته رواء في بلدة عبسان الصغيرة، إلى الشرق من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، نابع من حبها الورود، وتحديها البطالة ومخاطرة.

ومنذ أشهر بدأت الشابة التي أنهت دراسة التمريض عملها خارج تخصصها الجامعي بعدما تخرجت منه بدرجة امتياز، دون أن تجد عملاً للعناية بالمرضى بعد تطوع استمر لأشهر، وانطلقت وحيدة بمشروعها الخاص لزراعة الورود في دفيئات زراعية، والعناية بها.

واستوحت رواء فكرة مشروعها الصغير من إعلان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لمؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي بمدينة غزة، لرعاية المشاريع الشبابية البيئية أو القائمة منها، ما شجع رواء لاستثمار الفرصة، وعرض فكرتها بقوة.

وبدأت العمل بمشروعها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد تلقيها دورات تدريبية تحضيرًا لانطلاق المشروع، تنقلت خلالها على مشاتل زراعية واكتسبت الخبرة من مزارعين منتشرين في محافظات القطاع، لتطوير مهاراتها في الزراعة والبيئة.

وتطمح رواء إلى تطوير مشروعها وتوسعة الدفيئات الزراعية المقامة حالياً على مساحة 90 متراً إلى 250 متراً، من قطعة أرض استأجرتها بمساحة دونم، لزراعة أشجار الحمضيات واللوزيات.

وتتنوع أشتال الورود البالغة نحو 25 صنفًا، وأكثر من 400 شتلة ترعاها، ومنها: بيتونيا، عين وفم السمكة، الجوري، عرف الديك، الصبار، الفل، الياسمين، الريحان؛ تعرضها بأشكال فنية جميلة مستخدمة بقايا الأخشاب والألواح "المشاطيح" الخشبية، إضافة إلى توفير أشجار الزينة داخل البيت.

وأوضحت رواء لـ"فلسطين"، أنها ستعمل على توسيع الزراعة في أصناف زراعية غير الورود، مع استعدادها لاستقبال شهر رمضان، عبر زراعة "كل ما تطلبه السُّفرة الفلسطينية من خضراوات في الأكلات الرمضانية، مثل: الفجل، الجرجير، البصل، والخس. وغيرها.

ولاقى المشروع استحسان أسرة رواء، رغم أنها عايشت معيقات عدة تمثلت في عدم تقبل المجتمع الفلسطيني كثيراً عمل المرأة وحدها في الزراعة، لكنها تحدت ذلك، وأقنعت من يواجهها بإرادتها الكبيرة ونجاحها في إثبات نجاعة فكرتها.

وتحدت رواء كل المعيقات الأخرى، كبُعد مشتلها عن مكان سكنها في بلدة بني سهيلا، شرق خان يونس، مشيرة إلى تشجيع أسرتها على الاستمرار في تحقيق طموحها وتوسعة عملها، الذي لاقى أيضًا ترحيب صديقاتها وزميلات الدراسة.

اخبار ذات صلة