قائمة الموقع

​لتربية طفلك على الرجولة افهمي نفسيته منذ ولادته

2019-03-22T08:51:15+02:00
الرجولة مواقف وليست مبنية على الذكورة

إذا كنت واحدةً ممن رزقن مولودًا ذكرًا بعد عدد من الإناث، أو تشتكين من نعومة طفلك، وتريدين أن تربيه على الرجولة؛ فعليك أن توقني أن قيم الرجولة لا تبنى في لحظة، بل تبدأ منذ لحظة الولادة حتى سن ست سنوات، برابط الحب بين الأم وطفلها والاهتمام به.

فبعد السنوات الست تبدأ مرحلة جديدة في تشكيل شخصية الطفل رجلًا بالقدوة بذكر قريب منه، وهو الأب، وإذا غاب دوره فالعم أو الخال أو الجد، كما قالت الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة.

وأكدت السعايدة في أثناء حديثها إلى "فلسطين" ضرورة الابتعاد عن الموروث الثقافي الخطأ عن مفهوم الرجولة بأن الرجل لا يبكي بل خشن وجدي، وإبعاده كليًّا عن ارتباطه بحياة الإناث كأخواته، مثلًا.

وبينت الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة أن مرحلة تربية الابن على الرجولة تبدأ منذ أول يوم بعد ولادته، ومن المهم فهم نفسية الذكر في مختلف مراحل نموه، حتى تحديد ما يجب القيام به في كل مرحلة.

وأوضحت السعايدة لـ"فلسطين" أن الذكر منذ الولادة حتى بلوغه الأعوام الستة الأولى من عمره يحتاج أساسًا إلى الحب والأمان، وتكوين رابطة قوية على الأقل مع شخص واحد، وغالبًا ما يكون هذا الشخص هو الأم.

وذكرت أن الدرس الأول الذي يتعلمه هو الحميمية والقرب، لذلك ينصح بعدم إرساله إلى الحضانة قبل بلوغ ثلاث سنوات، وبدلًا من ذلك يرعاه الوالدان، وقد يساعدهما أحد الأقارب في حال غيابهما أو انشغالهما.

وبينت الاختصاصية النفسية أن قيم الرجولة تتشكل بعد الأعوام الستة من المؤثرين القريبين منه كالأب أو العم أو الخال أو الجد، ليتقمص الشخصية.

ولفتت السعايدة إلى أن الأهل يواجهون مشكلة في تربية طفلهم حينما يكون الذكر الوحيد وله أخوات إناث، أو في حال فقدان الأب، فيندمج في عالم الإناث ويكتسب تصرفاتهن.

ونصحت بإيجاد كينونة لكل من الإناث والذكور خاصة بهم في المراحل الأولى للتربية، وإبعاد الأولاد عن تفاصيل البنات الخاصة، منبهة إلى أن بعض الأمهات تقع في مشكلة وجهل معتقدة أن الطفل صغير، وتستهين بالأمر، وتتركه ليطلع على خصوصيات أخواته.

وبينت الاختصاصية النفسية أن الممنوعات التي تهدم قيمة الرجولة عند الطفل تتمثل في: الإهمال، ومعاملة الطفل أنه صغير غير واعٍ، واستخفافه لوجوده داخل جو إناث، والنظرة الدونية إليه، والتقليل من قدره وشأنه أمام الآخرين، وإقصائه عن أدوراه الاجتماعية.

ولفتت أيضًا إلى ضرورة عدم تحميل الطفل المسؤوليات، والتقليل من شأن الأب، وتشويه صورة الأشخاص القدوة لديه.

وأوضحت السعايدة أن المطلع على سيرة الرسول يجد أنه كان عطوفًا ودودًا، لذا على الأهل تصحيح الصورة السلبية، وتغيير النظرة التقليدية عن صورة الرجل الذي لا يقهر وكأنه آلة، وإتاحة الفرص له للتعبير عن مشاعره، مهما تعددت واختلفت، وترك العنان لها.

وأكدت أن الرجولة مواقف وليست مبنية على الذكورة، وقد تبني الأم نموذجًا لرجل صلب، في غياب الأب.

اخبار ذات صلة