على مدار عام كامل دأبت الحاجة أم محمد أبو معمر (62 عاماً) على المشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم بعد مكان سكنها عن مخيم العودة وصعوبة الوصول إليه.
واستعانت "أم محمد" "بتوكتوك" ابنها من أجل الوصول إلى المخيم عصر كل جمعة، إذ خصص ابنها ساعتين من وقته كل أسبوع لإيصال والدته وإعادتها إلى البيت الكائن في مخيم خان يونس أقصى غرب المدينة.
وتقول أم محمد لـ"فلسطين": "خلال عام طويل من المشاركة في مخيمات العودة رأيت الشباب وهم يتلقون رصاص الاحتلال، والفتيات المصابات، وشاهدت الشهداء يتساقطون على الأرض، ورغم ذلك واصلت الاستمرار في المشاركة بكل الفعاليات".
وتضيف: "أعلم أن الأسبوع القادم سيكون الذكرى الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار، وسأشارك فيها مع أحفادي، ولكن سأكون بعيدة عن السياج لتجنب قناصة جيش الاحتلال، والغاز السام الذي يلقيه، الذي لا أتحمل استنشاقه بسبب الأمراض التي أعانيها".
وبدأ آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المشاركة بمسيرات العودة يوم 30 مارس 2018، بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، استخدم جيش الاحتلال لقمعها القوة المميتة لثني المواطنين السلميين عن المشاركة.
واستشهد في تلك المسيرات 252 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، وصحفيون، ومسعفون، وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وتوثيق منظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة.
وغير بعيد عن "أم محمد"، يؤكد الشاب علي موسى وهو أحد مصابي مسيرات العودة، عزمه المشاركة في مليونية العودة الأسبوع القادم، برفقة العشرات من أصدقائه الذين لم ينقطعوا عن المسيرات منذ انطلاقها.
ويوضح موسى أنه أصيب بطلق متفجر في ساقه مكث في إثره في المستشفى قرابة الشهرين، وخضع لأكثر من عملية جراحية، وبعد عودته للبيت ذهب إلى مخيم العودة في خزاعة بعد أسبوعين من خروجه".
ويضيف: "حتى الآن البلاتين موجود في ساقي اليسرى، وأواجه صعوبة في الحركة حتى على العكازين اللذين أستخدمهما، ورغم ذلك سأشارك في مليونية العودة الأسبوع القادم نكاية بالاحتلال الإسرائيلي الذي أراد كسر إرادتي وشل حركتي بإصابتي".
كذلك يؤكد الحاج محمود جوراني (67 عاماً) أن مسيرات العودة هي الإنجاز الوحيد الذي حققه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال عام كامل، من خلال نقل صورة المعاناة إلى العالم بأن هناك شعبا محاصرا ويريد فك حصاره بيده.
ويقول جوراني لـ"فلسطين": "أعطت مسيرات العودة فكرة للأجيال الشابة والأطفال بأن لديهم بلادا محتلة منذ عام 48، طردت العصابات الصهيونية آباءهم وأجدادهم منها بقوة السلاح، ويجب أن يعودوا إليها مرة أخرى ".
يؤكد الجوراني إصراره على المشاركة في مليونية العودة في 30 مارس القادم، برفقة أبنائه وأحفاده، تأكيداً منهم على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم ومواصلة المطالبة بفك الحصار المفروض على قطاع غزة.