استشهد شابان فلسطينيان، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس بالضفة المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة في تصريح مقتضب لها، استشهاد مواطنيْن فلسطينييْن برصاص قوات الاحتلال في مدينة نابلس.
وكالعادة زعمت قوات الاحتلال أن جنودها تعرضوا لإطلاق نار من قبل مركبة "مسرعة" قرب قبر يوسف شرقي نابلس؛ دون وقوع إصابات، وهي حجة معهودة تتذرع بها لتبرير إعداماتها الميدانية للفلسطينيين العُزّل.
وبحسب إفادة شهود عيان، فإن قوات الاحتلال فتحت النار على مركبة فلسطينية قرب مفرق "الغاوي" شرقي مدينة نابلس، مساء أمس، وكان بداخلها ثلاثة شبان؛ قبل أن تمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى مكان.
وأوضحت المصادر، أن جرافة عسكرية للاحتلال قامت بتحطيم المركبة عقب إطلاق النار عليها من قبل جنود الاحتلال، مبينة أن قوات الاحتلال أخرجت شابيْن من المركبة ووضعتهما على الأرض دون السماح بإسعافهما أو الوصول لهما.
وأفادت مصادر طبية ومحلية في نابلس، بأن الشابين هما: رائد هاشم حمدان (21 عامًا) وزيد عماد نوري (20 عامًا)، استشهدا بعد إصابتهما برصاص قوات الاحتلال شرقي نابلس.
وفي ذات السياق، ذكرت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" أن قوات الاحتلال استهدفت مركبات إسعاف تابعة لها بالرصاص في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس؛ خلال وصولهما لمكان إطلاق النار.
ويُشار إلى أن قوات الاحتلال كانت تقتحم في تلك الأثناء المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، وتقوم بتأمين المكان تمهيدًا لاقتحامه من قبل المستوطنين اليهود لأداء طقوس تلمودية في قبر يوسف.
ويقع "قبر يوسف" المتاخم لمخيم بلاطة شرقي نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية، ويشكل "مقام يوسف" بؤرة توتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967.
ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع هو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجدًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات، لكن اليهود يعتبرونه مقاماً مقدساً لهم ويزعمون إن جثمان النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان
ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفًا للحقائق هدفه سيطرة الاحتلال على المنطقة بذرائع دينية. ويزور المستوطنون الموقع بشكل دائم بحماية من الجيش وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق قوات الاحتلال المنطقة المحيطة به وغالباً ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين
وشهد محيط "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة صدامات دامية قتل فيها عدد من جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين وخصوصا في عام 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع الجنود الإسرائيليين وسقط آنذاك قتلى من الطرفين.
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المقام بين نشطاء فلسطينيين جيش الاحتلال أدت إلى قتلى من الطرفين، مما اضطر الإسرائيليون للانسحاب من المقام.