قائمة الموقع

​ميسون أبو حميد ربة بيت تحلم بزيارة "ناسا"

2019-03-19T12:12:01+02:00
صورة أرشيفية

منذ صغرها وبراءة ملامحها، وهي تحلم أن تكون رائدة فضاء، أو عالمة في مجال الفلك، كان ذلك الشغف يسير بشرايينها مع الدم، وتستذكر أنها كانت في مرحلة طفولتها وهي في الصف الخامس الابتدائي تستيقظ باكرًا، قبل شروق الشمس، لكي ترى الشهب وهي تخترق الغلاف الجوي، هذا إلى جانب أسئلة كثيرة كانت تراودها تتعلق بالفضاء والفلك، ولكنها لم تجد مجيبًا عنها، حتى الإعلام لم يكن لديه اهتمامات بهذا العالم.

ميسون أبو حميد (40 عامًا)، من سكان مدينة غزة، ربة بيت، ويمكن وصفها بأنها "مهووسة" في علم الفلك وتحلم بالوصول إلى ناسا.

وقالت لـ"فلسطين": "زواجي وأنا في سن السابعة عشرة قطع عليّ طريق حلمي، مع أني كنت أتمنى أن أعيش فرحة النجاح في الثانوية العامة، وبعد عشر سنوات من الزواج عدتُ إلى مقاعد الدراسة لأكمل تعليمي ودراستي، ونجحت بمعدل 63 من المئة".

لم تحصل على المعدل الذي تحلم به ويمكنها من تحقيق حلمها، بسبب المسؤوليات الأسرية، ولهذا لم تلتحق بالتعليم الجامعي.

بدت الحياة في وجهها بائسة، وأن حلمها يتحطم أمامها حتى جاء يوم اتصلت فيه أختها وأخبرتها أنها بحوزتها مفاجأة "ستطير فرحًا بها".

أضافت: "توقعت أن تكون مناسبة عائلية، ولكنها صدمتني عندما أخبرتني بوجود تلسكوب في غزة أستطيع به رصد القمر والكواكب".

ووصفت فرحتها بذلك: "يومها كانت فرحتي مثل فرحة الطفل، وهو ينتظر العيد، حتى جاء يوم الفعالية، ولم أكن مصدقة عيني أني أرى تلسكوبًا، وبدأت أروي شغفي شيئًا فشيئًا لكي ينمو".

ومن بعدها انضمت إلى مجموعة فلك في غزة، وحضرت العديد من الفعاليات والمحاضرات، وذهبت إلى زيارة البروفيسور عالم الفلك د. سليمان بركة، وعدت ذلك فرصتها التي أوجدت من يفهمها ويدرك مدى حبها لعالم الفلك.

وتابعت أبو حميد: "تفاجأ د. بركة بكوني ربة بيت ولدي أولاد وأحلم بالذهاب إلى ناسا، ثم بدأت أشارك في نشاطات فلكية، وشجعني على ذلك، وفي يوم أحببت إلقاء محاضرة تتعلق بذلك المجال، فشجعني الدكتور على ذلك".

وأشارت إلى أنها بعد ذلك بدأت مشاركاتها في فعاليات ونشاطات بالجامعات والمدارس من شمال القطاع إلى جنوبه، إضافة إلى أنها أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم "علم الفلك"، وتضم 152 ألف متابع من أنحاء العالم، وتنشر عليها أخبارًا ومقالات تقتبسها من مواقع باللغة الإنجليزية، بعد ترجمتها وإعادة صياغتها.

وذكرت أبو حميد أنها حصلت على شهادات تقدير، كان أهمها من اتحاد الفلك الدولي عن مشاركتها في المشاريع الفلكية، ومن نشاطاتها أنها تراسل وكالة "ناسا"، وتحرص على متابعة بثها المباشر لبعض الأحداث.

ولفتت إلى أن دعوات وصلت إليها من وكالة ناسا لحضور إطلاق صاروخ فضاء بعد تسجيل اسمها وقبوله، ولكن واجهتها عقبة ارتفاع تكاليف السفر، وعدم قدرتها على تغطيتها، وأخرى من وكالة الفضاء البريطانية، ودعوة للمشاركة في فعالية للفلك بجمهورية مصر.

واستكملت أبو حميد: "كنت أراسل رواد الفضاء، وأرسل لهم رسالة لكتابة اسمي في محطة الفضاء على ورقة، وقد أرسلوا لي صورة لشريحة مكتوب اسمي عليها، وكانت على مركبة هبطت العام الماضي على سطح المريخ، وأرسلوا لي صورة لشريحة مسبار يدور حول الشمس".

وتؤمن أن أكبر إنجاز صنعته وحقق نجاح هو إنشاؤها الصفحة التي تديرها على "فيس بوك"، وتعدها كنزًا لكونها توصل المعلومة إلى أكبر عدد من الناس، وأوصلت إلى طلاب المدارس العلم الذي كان حلمها أن تتعلمه وهي في سنهم، وتتمنى أن يتحقق حلمها بزيارة وكالة "ناسا"، وتتجول في متاحف الفضاء.

اخبار ذات صلة