قائمة الموقع

​صُمٌّ مقدسيون يتعلمون تسويق المبيعات بلغة الاشارة

2019-03-18T14:51:48+02:00
جان من التدريب

يؤمن خبير التسويق والمبيعات إبراهيم نشوان أن مهنته ترتبط بالأشخاص الذي يجيدون السمع والنطق، لكن ذلك لم يمنعه من تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم، أساسيات هذه المهنة.

وقد نظر شهوان، وهو من مدينة القدس المحتلة، إلى هؤلاء الصم من جانب آخر، وقرر عقد دورة تسويق ومبيعات لهم ليتسنى لهم إيجاد فرص عمل جديدة في السوق المحلية.

وانضم إلى دورته الأولى من نوعها، كما يقول عشرات ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم.

ورى شهوان في اتصال هاتفي مع "فلسطين"، المشهد "المضحك المبكي" -كما وصفه– والذي دفعه لعقد هذه الدورة.

وقال: "في أثناء زيارتي لأحد فروع إحدى الشركات الكبرى في القدس، دخل شخص أصم وأبكم وبدأ يبحث عن شيء معين، ثم حاول شرح متطلباته لرجال المبيعات بواسطة لغة الإشارة، وعندها حاولوا تخمين مراده لكن دون جدوى".

وأضاف: "في النهاية لم يستطِع الشاب الأصم الأبكم الحصول على مراده وتحوّل الموقف إلى مضحك للبائعين ومبكٍ للشاب ولي".

وأكمل: "تبادر لاحقًا إلى ذهني لماذا لا نفكر خارج الصندوق، فكما نحن بحاجة لرجل مبيعات يجيد اللغة الإنجليزية والألمانية، نحن بحاجة لتأهيل الأصم الأبكم ليكون رجل مبيعات محترف يخدم أقرانه في المجتمع الفلسطيني".

ويؤكد شهوان أن هذه الفئة مبدعة وتمتلك قدرات خاصة، ولها حق التساوي بفرص العمل في مجال المبيعات والتسويق بلغة الإشارة.

ثم بدأ خبير المبيعات والتسويق من منطلق المسؤولية الاجتماعية بالتحضير لهذه الدورة المجانية، ووضع محاورها ومتطلباتها لتكون فرصة لهذه الفئة من المجتمع الفلسطيني وحتى تأخذ دورها المجتمعي كما الأصحاء تمامًا.

ويبيّن شهوان أن هذه الدورة تعقد لأول مرة في الوضع العربي، والتي سيتعلم الصم والبكم خلالها مهارات البيع الاحترافي، تقنيات البيع الحديث والاستراتيجيات اللازمة للنجاح في مجال المبيعات.

وفي البداية توقع خبير التسويق والمبيعات مشاركة (6-7) أشخاص كون الدورة تعقد لأول مرة، إلا أن إقبال المشاركين فاجأه، وعدّه نجاحًا كبيرًا بعد أن وصل العدد إلى (22) مشاركًا من الصم.

وفي فبراير/شباط الماضي، تخرّج المشاركون وحصلوا على شهادة معتمدة من الجمعية الدولية لتطوير الأفراد والأداء.

ولفت شهوان إلى أن الدورة حققت نجاحًا كبيرًا، وبدأ بعض الخريجين مشاريعهم الخاصة، والبعض الآخر انضم لأشغال أخرى، والأجمل من ذلك هو تفاعل التجار المقدسيين الذين فتحوا أبوابهم لاستيعاب أشخاص من هؤلاء الخريجين وتشغيلهم.

ومن أجل إيصال أكبر قدرة من المعلومات للمتدربين من الصم في أثناء التدريب، اعتمد شهوان على الخبيرة اختصاصية لغة الإشارة هبة عثمان من القدس من أجل توصيل فكرته.

وتابع: "اعتمدت على هبة عثمان في توصيل أفكاري، وشكل ذلك نجاحًا آخر حيث كانت الوسيط بيني وبين المتدربين، ففي الوقت الذي كانوا لم يفهموا نقطة معينة، يسألونها وتترجم لي أسئلتهم".

وفي رسالة أخيرة يوجهها المدرب شهوان للمجتمعين الفلسطيني والعربي: أنه لا يأس مع الحياة، وما زالت هناك مساحة كبيرة غير مقتصرة على الأصحاء لتطوير ذواتهم، وخير دليل هذه الدورة التي طوّرت من مهارات أفراد صم، لاجتياز المعيقات المجتمعية التي تواجههم.

اخبار ذات صلة