قائمة الموقع

​"اجعلني منتجًا لا محتاجًا" مبادرة لإنقاذ الباحثين عن عمل من براثن اليأس

2019-03-17T22:00:00+02:00

"لكوني أسكن في قطاع غزة أعرف أوضاع مجتمعي وما يجري حولي، وأمتلك خبرة اجتماعية، ولدي قدرة على سد النقص ما استطعت، فكلنا مسؤولون أفرادًا ومؤسسات، ولا يجوز أن أجلس كالآخرين أبكي على الأطلال، لا سيما أنني مدرب ولدي طاقة ومهارات وخبرات وعلم يُنتفع به؛ فمن لا يهتم لأمور المسلمين ليس منهم" قال الناشط المجتمعي مدرب التنمية البشرية وريادة الأعمال حسام أحمد، الذي أطلق مبادرة "اجعلني منتجًا لا محتاجًا".

وأضاف أحمد: "يعاني القطاع عجزًا في مختلف موارد الإعمار والنهضة كالمال، إلا أننا نمتلك ثروة الإنسان، وبسبب الظروف السيئة أصبحت الهجرة إلى المجهول هي العنوان بعد عجز الخريجين عن دفع رسوم التدريب والتعليم أو التطوع، والموظف يرتكز على مساعدات طارئة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا فرص عمل".

وتنطلق المبادرة في ذكرى يوم الأرض الموافقة 30 آذار (مارس) 2019م.

وتابع: "بعدما استسلم جزء كبير من العالم لرواية الصهاينة، وأصبح ينظر إلى الفلسطيني على أنه إرهابي متسول متخلف عالة بائع لوطنه، نسعى نحن إلى خلق آفاق جديدة، وأسواق حديثة للعمل والنهوض بالشباب الفلسطينيين".

وأوضح أحمد أن العصر الذي نعيش فيه لم يعد فيه مكان لمعطيات الحياة الكلاسيكية، فالإبداع الطريق الوحيد للتقدم، إذ اتسمت جميع الأنشطة بالتنافسية الشديدة والتغير المستمر، وهو مصدر طبيعي لا ينضب لمواجهة التحديات وتحقيق التقدم والازدهار في مجالات شتى.

ورأى أنه لابد من البحث عن بدائل كي يصنع الأمل والتغيير، بالتشبيك مع المؤسسات التي تؤمن بالمبادرة، ولديها متطوعون مبدعون أو قاعات مناسبة أو فرص تمويل لإنقاذ الباحثين عن عمل من براثن اليأس والانحراف؛ وصولًا إلى تخريج أفواج من الرياديين القادرين على الفوز بتمويل منصات وحاضنات الأعمال، وصيد المنح وجوائز المسابقات المحلية والعالمية.

ويعمل أحمد على تحقيق أهداف من وراء المبادرة بتجنيد الأموال لتنفيذ خطط أعمال الباحثين عن عمل، وإنشاء منصة فلسطينية إلكترونية تقدم فرص عمل حر عبر الإنترنت في عدة مجالات، أبرزها الكتابة والتدوين والترجمة والتصميم والإنتاج الإعلامي، وتهيئة المواقع لمحركات البحث والتسويق الإلكتروني، وبناء قوالب المواقع الإلكترونية، وبرمجة تطبيقات الهواتف الذكية، وتخصيص أموال لمشاريع متناهية الصغر تعمل على تمكين الأسر المحتاجة وتحويلها إلى أسر منتجة.

ويتمنى استثمار طاقات الجميع، الأمر الذي من شأنه لفت أنظار العالم إلى المواطن الفلسطيني؛ "فهو ليس متسولًا ولا مفرطًا، بل لا يزال ملهمًا ونجمًا قادرًا على صناعة فرصته وتغيير واقعه باستثمار كل مورد متاح".

ويؤمن أحمد أن الشعوب التي استرخت مُحيت عن بكرة أبيها، ومن أراد النجاح في هذا العالم فعليه أن يتغلب على أسس الفقر الستة، وهي: "النوم والتراخي والخوف والغضب والكسل والمماطلة".

وأشار الناشط المجتمعي مدرب التنمية البشرية وريادة الأعمال حسام أحمد إلى أنه تواصل بمفرده خلال شهر مع 927 مؤسسة: مراكز تعليمية وشبابية وثقافية، وجمعيات خيرية وهيئات أهلية، وبعضها رحب بمبادرته.

وتشمل نشاطات المبادرة: تنظيم دورة تأهيلية لريادة الأعمال، يتخللها برنامج تدريبي لتشجيع التفكير خارج الصندوق، وما يترتب عليه من توليد أفكار إبداعية وإيجاد أسواق جديدة واستحداثها وخلق فرص عمل، وتقديم عدد أكبر من الخدمات والمنتجات للأفراد، وخلق بيئة تنافسيّة شريفة بين المنظمات القائمة، وبذلك إيجاد منتجات ذات جودة أعلى، وتنمية الصناعات القائمة وتحديثها باستمرار.

ولفت أحمد إلى أن من النشاطات: تصنيع الفرص بحرف وصناعات، وبرنامجًا خاصًّا بأفراد الأسر المعدومة، وإنشاء مشاريع مُدرة للدخل متناهية الصغر تعمل على تمكين الأسر المحتاجة وتحويلها إلى أسر منتجة.

وسيعمل على إنشاء منصة فلسطينية إلكترونية للعمل الحر، تحت عنوان: "بعبش"، تكون ذات طابع فلسطيني خاص، لها مقر في كل محافظة يحتوي على أصول ومعدات تخدم العاملين عن بعد، كالأجهزة المناسبة والإنترنت والطاقة الشمسية، والتشبيك مع ممولين ومؤسسات عربية وعالمية، لدعم برامج التدريب، وتمويل خطط الأعمال الريادية، ومشاريع التمكين الاقتصادي، والعمل الحر.

اخبار ذات صلة