عقوبات متعددة فرضتها السلطة منذ أبريل/ نيسان 2017م على أهالي قطاع غزة، وما تزال قائمة ومتصاعدة أدت إلى تدهور الأوضاع في جميع مجالات الحياة.
ونالت العقوبات التي شملت قطع رواتب آلاف الموظفين والشهداء والجرحى والأسرى والمحررين، وخصم 50% من رواتب الموظفين، وأضعفت القطاع الصحي ودمرت الاقتصادي، من عزيمة وصمود المواطنين في ظل حصار إسرائيلي ممتد منذ 13 عاما، تخللته ثلاث حروب إسرائيلية مدمرة.
وشنت (إسرائيل) حروبا مدمرة على قطاع غزة عام 2008، و 2012، و2014، أسفرت عن استشهاد آلاف المواطنين، وهدم عشرات آلاف الوحدات السكنية، والمصانع والمنشآت التجارية.
ورأى الأكاديمي الفلسطيني محمود العجرمي، أن مردودات مشروع رئيس السلطة محمود عباس الخطيرة، وعقوباته ضد غزة، لم تأتِ عشوائية بل جاءت بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد العجرمي لـصحيفة "فلسطين"، أمس، أنه بعد فشل الحروب العدوانية على غزة، وعدم نجاح الحصار الإسرائيلي، بدأت السلطة بدور وظيفي ومنسق بفرض عقوبات جديدة، في محاولة لاختراق الجبهة الداخلية وإلهاء المقاومة وحاضنتها الشعبية.
وقال إن السلطة تسعى من وراء إجراءاتها العقابية لتحريض الشارع الغزي ضد المقاومة، سيما أن الشعب احتضن المقاومة في جميع محطات النضال الفلسطيني.
وأشار العجرمي إلى منشأ السلطة النابع من "أوسلو" وجوهرها التنسيق الأمني مع الاحتلال للنيل من الثوابت والنضال الفلسطيني.
وتساءل الدبلوماسي السابق عن الدور الذي قدمته السلطة خلال السنوات الماضية لدعم المواطنين وتعزيز صمودهم في ظل عدوان إسرائيلي مستمر ومتصاعد.
المقاومة الهدف
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المجاهدين، د. نائل أبو عودة: إن الغرض من عقوبات السلطة هو استهداف صلابة الجبهة الداخلية في غزة ومشروع المقاومة الذي يقف سدا منيعا في وجه الصفقات المشبوهة التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وأكد أبو عودة لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن إثارة الفوضى في غزة لا تخدم سوى الاحتلال وإضعاف مشروع المقاومة.
وأشار إلى أن عقوبات السلطة ليست وليدة منذ عامين بل منذ أكثر من عشرة أعوام، ممثلة بقطع الأموال التشغيلية للوزارات والتحويلات العلاجية وقطع الدواء عن غزة.
وأوضح أبو عودة أن الإجراءات العقابية الأخيرة هدفها دفع السلطة بموظفيها لإثارة الفوضى في غزة، وإحداث الانفلات الأمني.
من جهته قال الناطق الإعلامي لحركة الأحرار ياسر خلف إن سلطة عباس أضحى أسمى أهدافها النيل من مقومات وصمود الشعب في قطاع غزة.
وأكد خلف لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن إجراءات عباس اللا وطنية هدفها تأليب شعبنا على المقاومة، مطالبا بوقف الإجرام المفروض على غزة.
ودعا السلطة لتعزيز صمود شعبنا في وجه مؤامرات الاحتلال والإدارة الأمريكية بدلا من التساوق مع تلك المؤامرات الرامية إلى النيل من القضية الفلسطينية.