ما تشهده الساحة الفلسطينية من أحداث متلاحقة, امتداد للسياسات الصهيونية الاستعمارية التي تضع في اهتمامها احتلال كامل الأرض الفلسطينية، والاستيلاء على ثرواتها واستنزاف طاقاتها، فدوماً هناك أدوات ووسائل وآليات جديدة.. جوهر هذه الأدوات العمل على بث الفوضى والاضطرابات، والمساس بحالة الأمن لتصبح هشة ومن ثم تكون الساحة الفلسطينية مرتعاً لأجهزة الاستخبارات الصهيونية ليتم تصفية ما تبقى من روح تطالب بالحق الفلسطيني، وتشتيت الأهداف الوطنية نحو متطلبات دنيا بعيدة عن حقوقنا الاستراتيجية، والدخول في صراعات بينية لأسباب مختلفة تزيد من الجراحات وتعمق الانقسام الداخلي وتؤجج العداء وتزيد من حدة الخلافات في صفوف الشعب الفلسطيني.
ومع تنامي مستوى التهديدات وتصاعد العدوان الصهيوني، تتنوع الأدوات التي يستخدمها العدو كالحرب النفسية، والتي يندرج تحتها "بث الإشاعات" لزيادة حالة الاحتقان وتحريض الناس للنزول إلى الشارع والإضرار بحالة الأمن والاستقرار..
يجب أن لا نغفل هذا السلاح غير التقليدي حيث بدأ العدو في تفعيله بشكل لافت بعد فشله في الجولات العدوانية الأخيرة، والتي تفرض علينا زيادة نسبة الوعي ووضع آليات للمعالجة والمواجهة، وفى مواجهة الأخطار والتحديات الصهيونية تقع علينا مسؤوليات وطنية كبيرة وبالغة الأهمية منها:
أولاً: استنهاض الهمم وتسخير كل الإمكانات والمقدرات لمواجهة الخطر الصهيوني من خلال تنمية قدراتنا العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ثانياً: مواجهة الحرب الإعلامية الشرسة والتصدي للإشاعات والأكاذيب والفبركات وكل المواد المشبوهة، وشرح مراميها وغاياتها وكيفية مواجهتها، وتشكيل هجمات مضادة.
ثالثاً: التحذير من الأخطار الكارثية التي ترتبها الإشاعات في إحداث الفوضى، وانعدام الأمن وانتشار الخوف، وتهديد الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، من خلال حملات الوعي المركزة المستمرة والهادفة.
رابعاً: تحذير العامة من الحسابات والصفحات الوهمية والمشبوهة التي تديرها أجهزة الاستخبارات الصهيونية والتي تعمل جاهدة لتسخين الأوضاع نحو الفوضى والفلتان والاقتتال الداخلي.
خامساً: العمل على توفير حاضنة قوية تحيط بالمقاومة الفلسطينية وتحميها من الأخطار الصهيونية من خلال بناء الثقة بين المقاومة والناس والذي من شأنه أن يزيد من حالة التعاون، كون المقاومة تقوم بواجب وطني مقدس فهي حامية لحقوقنا ومشروعنا الوطني.
سادساً: قيادة الحراكات الشعبية والوطنية وتوجيه الثائرين لصب جام غضبهم تجاه الاحتلال وأعوانه، وعدم إعطاء الفرصة للمشبوهين وأصحاب الأجندات لاستغلال حاجات الناس وتسييرهم وتطويعهم ليصبحوا خصوماً للحركة الوطنية وقيادة المقاومة.
سابعاً: تعزيز الثقة بقيادة المقاومة كون هذه الثقة تدفع الناس لعدم التعاطي مع الإشاعات وحالة التحريض وكل الدعوات للفوضى.
ثامناً: إيجاد فرص لإشغال الناس في الأنشطة والأعمال والفعاليات الثورية والوطنية، فالعقول الفارغة والأيدي المتعطلة تخلق ألسنة لاذعة وأيدي باطشة ومعتدية على النظام العام وعلى المقدرات الوطنية.
تاسعاً: التعامل مع التحريض والإشاعة كأداة من أدوات العدو وتجريم من يتناقلها ويفعلها، ومنع أي جهة من ترويجها ونشرها تحت أي ظرف كان.
عاشراً: في أوقات الفوضى والفلتان وظهور الاحتجاجات؛ تزيد الأخبار الكاذبة والإشاعات المضللة، لذلك يجب متابعتها لحظة بلحظة ومعالجتها بشكل فوري ومنع تمددها وانتشارها، وإشباع الرأي العام بالحقائق في مواجهة الإشاعات.