أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، اطلاق "مليونية الأرض والعودة" في الثلاثين من مارس/ آذار الجاري، داعية لاعتبار هذا اليوم إضراب شامل في كافة محافظات الوطن.
ودعا منسق الهيئة خالد البطش خلال مؤتمر صحفي عقده بالمشاركة مع الهيئات والقوى على أرض مخيم ملكة شرق مدينة غزة أمس، جماهير شعبنا في قطاع غزة للمشاركة في المسيرات الشعبية السلمية داخل مخيمات العودة الخمسة.
كما ودعا الجماهير لإعداد البرامج والخطط لإطلاق أوسع الفعاليات والأنشطة الشعبية والجماهيرية لإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد، وإعطاء الزخم والدعم والإسناد لمسيرات العودة وكسر الحصار التي تدخل عامها الثاني.
وطالب البطش أهلنا في الضفة الغربية إلى للنزول والاحتشاد وإطلاق الانتفاضة في وجه الاستيطان والمستوطنين الذين يشكلون تهديدًا لحظيًا لوجودنا وأرضنا ومؤسساتنا ويمثلون خطرًا يمس كل تفاصيل الحياة اليومية لشعبنا.
وأضاف: "ليكن يوم الثلاثين من مارس يومًا وطنيًا يسمع فيه العالم صوت الحق الفلسطيني وليزلزل هذا الصوت باطل الاحتلال الإرهابي المجرم"، مؤكدًا أنّ الفعالية ستكون سلمية 100%، وستحافظ على طابعها الشعبي ولن يكون هناك بؤر بخلاف المواقع الخمسة في القطاع التي أنشأتها الهيئة،وندعو أهلنا في الضفة أمام المفترقات ونقاط التماس وعلى الطرق الالتفافية، وندعو جماهير شعبنا في الـ 48 للتظاهر ضد الاحتلال وسياساته. وندعو أهلنا المقدسيين للرباط في ساحات الأقصى وعلى بواباته وأسواره.
وتابع: " إننا أصحاب حق، وإننا لن نتخلى هذا الحق ولن نتنازل عنه ولن نفاوض عليه، وسنبقى ندافع عنه ونطالب به مهما كلفنا ذلك من ثمن"، مناشدا "الضمير العالمي" ودعاة حقوق الانسان والمناصرين للعدالة وللقيم الأخلاقية والإنسانية، بأن يقفوا مع شعبنا ويساندوا مطالبه العادلة.
وأهاب البطش بوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والصديقة لتوثيق هذه الملحمة الإنسانية والوطنية وتخليدها في الذاكرة الإنسانية عبر الأفلام والبرامج ومختلف الأعمال الفنية، داعيا المؤسسات والاتحادات الفنية والأدبية لاتخاذ هذه الملحمة عنوانًا ومادة لإصدارات وانتاجات فنية وأدبية تستفيد منها الأجيال.
وقال إنّ يوم الأرض الخالد شكل ملحمة كفاحية في مسيرة الثورة الفلسطينية، وظلت هذه المناسبة على الدوام حالة بعث ثوري متجدد، وجاءت مسيرات العودة لتتخذ من هذا اليوم مناسبة لانطلاق واحدة من أعظم محطات النضال الفلسطيني، لتعزز من مكانة يوم الأرض وقيمته في الوعي الفلسطيني والوعي الإنساني بشكل عام.
وأكمل: "عام كامل يمر على انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انخرط فيها شعبنا بكل مكوناته السياسية والاجتماعية، وشكلت حالة نضالية فريدة تجاوزت الانقسام والاختلافات وتسلحت بالعزيمة والإرادة واستندت إلى الحق الشرعي والقانوني الثابت، وصوبت وجهتها نحو فلسطين كل فلسطين".
ورأى البطش أن هذه المسيرات كانت بمثابة صوت الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وعبرت عن نبضه وتطلعاته وحملت أهدافه وآماله، وما زالت تسير وتتواصل بذات الروح والنفس لتحقق أهدافها المرحلية وأهدافها الثابتة بثقة ويقين كاملين.
وشدد على أنّ القدس هي الهدف الأول لمسيرات العودة وكسر الحصار، وستبقى عنوانا لكل فعل وطني وشعبي، وقبلة كل الأحرار، وسيبقى الشعب الفلسطيني كله صفًا وجسدًا واحدًا من أجل الدفاع عن المدينة ويبقى واجب الدفاع عنها أولوية لا تقبل التسويف أو التأجيل، والقدس.
ولفت البطش إلى أن مسيرة العودة وكسر الحصار تحولت إلى نهجٍ، وباتت برنامج عمل وطني واعتلى صوتها ووقعها على كل أشكال المساومة ومؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، وجاءت تلك المسيرات رداً على "صفقة القرن" التي تلقى أصاحبها صفعة أربكت كل حساباتهم وأطاحت بأحلامهم.
وشدد على أن شعبنا وفصائله وقواه وتياراته لن يسمحوا للمؤامرة أن تمر، ولن يسمحوا لترامب وإدارته وزبانيته أن ينفذوا مخططاتهم، وستواصل قيادة المسيرات عملها لتكون سدًا منيعًا أمام كل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
ودعا البطش لتحقيق الوحدة والشراكة الوطنية وإنهاء الانقسام، احتراما لدماء الشهداء، ووفاء لكل تضحيات أسرانا وشهدائنا وجرحانا الذين روت دماءُهم واشلاءُهم أرض مخيمات العودة وشوارع الضفة والقدس، مؤكدا أن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار ستعمل بكل السبل من أجل تحقيق المصالحة.
وذكر أن المسيرة تنشد حرية شعبنا، والانتصار لمقدساتنا التي يحاول الاحتلال سلبها وسرقتها ولتاريخنا الذي يسطو عليه الغرباء المعتدون، مضيفا " نقول للعالم أجمع لقد آن الأوان لهذا الظلم أن ينتهي، ولقد آن الأوان لهذا العدوان أن يتوقف، ولقد آن الأوان أن يحيا الشعب الفلسطيني حياة كريمة ينعم فيها بالحرية والاستقلال ويبيت ليله دون تهديد بالقصف أو القتل أو الاعتقال".