فلسطين أون لاين

​تُجرى في 9 أبريل القادم

هل يُمثِّل التطبيع العربي طوق نجاة "نتنياهو" في الانتخابات المُقبلة؟

...
"نتنياهو" يضخم كثيرًا ملف التطبيع العربي- الإسرائيلي
رام الله- غزة/ أحمد المصري:

يُبرز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في خضم معركة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وهذه الفترة الزمنية الحسّاسة في المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي، لوحة متزاحمة من صوره مع المسؤولين العرب، ووزراء حكومته، متفاخرًا بكسر حالة الجمود السابقة في العلاقة، ليبدو وكأنه الملف الثقيل الذي يعول عليه للظفر في السباق الانتخابي الانتخابات، فهل تحقق له هذه الورقة فعليًا طوق النجاة؟

ومن المقرر تُجرى الانتخابات الإسرائيلية العامة في 9 أبريل (نيسان) القادم، وسط حالة شك واسعة بإمكانية فوز "نتنياهو" مجددًا، وذلك بما تحيطه منافسة أحزاب اليمين المتشدد، وقيادة مؤسسة الجيش المرشحين للانتخابات، والائتلافات المتوقعة قادمًا فيما بينهما، عوضًا عن لوائح اتهام الفساد ضده في جنبات القضاء.

وزار "نتنياهو" وفقا لوسائل إعلام عبرية العام الماضي بشكل سري أربع دول عربية لا تقيم علاقات مع (إسرائيل)، دون أن تفصح عن هويتها، فيما قال على هامش مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط" الذي انعقد مؤخرًا في العاصمة البولندية وارسو: "إنّ وارسو كان إنجازًا تاريخيًا فيما يتعلق بالعلاقات بين تل أبيب والعرب".

تضخيم الملف

ويقول المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، حسن لافي: إنّ "نتنياهو" يضخم كثيرًا ملف التطبيع العربي- الإسرائيلي، ولا يكاد يخلو له خطاب من ضمن خطاباته السياسية، إلا وزج فيه هذا الملف، مباهيًا بالعلاقات الوطيدة التي أصبحت واضحة ومعلنة مع عدد من الدول العربية "المهمة".

ويرى لافي في حديث لـ"فلسطين"، أنّ ملف التطبيع يمثل حقيقة العمود الفقري لحملة "نتنياهو" وبرنامجه الانتخابي، والورقة التي يحاول الاعتماد عليها مع إحاطته بتهم الفساد والفشل في ملفي الأمن والمال.

ووفقا لـ"لافي" فإن "نتنياهو" يستميل الناخب الإسرائيلي، بقوله: إنه وحكومته استطاعوا فتح علاقة مع دول عربية مهمة دون دفع أي أثمان للفلسطينيين، وعلى عكس ما قدم لهم في أوسلو سابقا.

ورغم ذلك يرى أنّ هذا الملف لا يمكن أن يكون حاسمًا في سياق الانتخابات، وأن يكون كما لو أنه طوق نجاة لنتنياهو، بما يصل به إلى ضفة الفوز مرة أخرى، وذلك بما تضع المعارضة الإسرائيلية من ملفات هامة على طاولتها كملف غزة للجمهور من جهة، وقناعة جمهور المستوطنين بمن يحقق لهم الأمن أولًا وأخيرًا.

ويشير لافي إلى أن نتنياهو يحاول تصدير كون دولته ستصبح دولة طبيعية في المنطقة، في ظل عقدة المستوطنين المتأصلة أنهم غرباء، غير أنه لم يستطع أن يقنع الناخبين بما يتساءلون عما يمكن أن يوفره لهم هذا التطبيع من خلق حلفاء ضد المقاومة في غزة، والتأثير على نهجها ضد دولة الاحتلال.

استمالة الجمهور

ويتفق المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، نهاد أبو غوش، مع سابقه "لافي"، مؤكدًا أن "نتنياهو" يكاد يعتمد بشكل كلي على ملف التطبيع، لاستمالة الجمهور على تنوع أشكاله خلال الانتخابات القادمة.

ويرى أبو غوش في حديث لـ"فلسطين"، أنّ "نتنياهو" حقق فعليًا اختراقـًا غير مسبوق في العمق العربي، وجر الكثير من الأنظمة العربية نحو التطبيع، دون الالتفات هذه الأنظمة مطلقا لسياساته العدوانية والانتهاكات وجرائم الحرب التي يقترفها بحق الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته، فيما يسعى جاهدًا لتسويق هذا الأمر كمنجز من الطراز الرفيع.

وعلى رغم ذكاء "نتنياهو" وتمتعه بقدرة كبير مما يوصف بـ"الدهاء السياسي" في إبراز هذا الملف (التطبيع)، والإعلاء من قدره وأهميته، وما يحقق لدولة (إسرائيل)، إلا أنه يظهر خلو طرفه من أوراق وملفات تسويقية للجمهور أكثر قوة.

ويبدو إبراز التطبيع العربي سيمّا الخليجي كحبل نجاة لنتنياهو واليمين لضمانة استمرار حُكمه، وتغطّية الفشل الحقيقي في الملفات الأخرى ذات الصلة بغزة وإيران وجنوب لبنان، غير أنها في نهاية المطاف تبدو في ترجيحات "أبو غوش" ليست الملف "الأثقل وزنا" الذي يمكن عبره تحريك الشارع الإسرائيلي نحو التصويت لنتنياهو والليكود، كما لو بدت ملفات أخرى.

ووفق لأبو غوش فبالرغم من عدم كون ملف التطبيع مع الدول العربية الملف المفصلي لتعزيز فرص "نتنياهو" في السباق الانتخابي، إلا أن ذلك لا يعني فشله في الانتخابات أمام المعارضة.