أكد الخبير في شؤون القدس المحتلة جمال عمرو الأربعاء أن ما قامت به قوات الاحتلال في اليومين السابقين مخطط له مسبقًا، ويأتي في سياق الهجمة الشرسة التي يشنها على المقدسيين، وعدم قبوله حتى اللحظة هزيمته أمام المقدسيين في معركة البوابات الإلكترونية.
وشهد المسجد الأقصى يوم أمس الثلاثاء حالة من التوتر الشديد أدت إلى إخلاء المسجد من المصلين والعاملين فيه، وتعزيز وجود قوات الاحتلال في داخله، واعتلائها سطح قبة الصخرة، ومنع الأذان فيه لصلاتي المغرب والعشاء.
وعن تفاصيل ما حدث قال عمرو لـ"فلسطين أون لاين": "لاحظ المقدسيون نهار الإثنين حركة غريبة وانتشاراً واسعاً لقوات الاحتلال معززة بسواتر معدنية، ما أثار شكوكهم في ما ينوي الاحتلال القيام به".
ونبه إلى أن قوات الاحتلال كانت تنتظر قراراً من (المحكمة) صبيحة أمس الثلاثاء بإعادة إغلاق باب الرحمة للانقضاض على المقدسيين والسيطرة على الباب والمقبرة، لكن المحكمة بتدخل أردني أجلت بت القرار إلى الأسبوع المقبل، ما أثار غضب الشرطة.
ونجح المقدسيون يوم الجمعة 22 فبراير الماضي في فتح مبنى باب الرحمة في المسجد الأقصى، بعد إغلاق الاحتلال له منذ عام 2003م، بذريعة وجود مؤسسة غير قانونية فيه، ويجدد أمر الإغلاق سنويّاً منذ ذلك الحين، حتى أقرت (محكمة) الاحتلال في عام 2017 م إغلاقه دائمًا.
وبين عمرو أن قوات الاحتلال افتعلت الحريق بمركز (الشرطة) في القدس المحتلة، لاتخاذه ذريعة لإغلاق المسجد الأقصى والسيطرة عليه، وهو ما حصل عقب الاعتداء على المصلين والعاملين في المسجد الأقصى.
وقال: "اقتحمت عناصر من قوات الاحتلال المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، واعتدت على المصلين بالدفع والضرب والسحل والطرد، طالت هذه الاعتداءات الشيوخ والنساء والشبان والأطفال، وحراس وسدنة المسجد الأقصى".
وتابع: "أدت هذه لانتهاكات إلى فرض الاحتلال حصاراً كاملاً على المسجد الأقصى، وإغلاقه أمام جميع المصلين وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، ومنع رفع أذاني المغرب والعشاء".
وعدَّ عمرو منع رفع الأذان في المسجد الأقصى "سابقة خطيرة"، لافتاً إلى أن النفير العام الذي أحدثه المقدسيون ردًّا على هذه الانتهاكات أرعب الاحتلال، لاسيما بعد أن تحولت الساحات المحيطة بالمسجد إلى مصليات، وأدعية وهتافات وتكبير طوال مدة حصار المسجد، ما دفع الاحتلال إلى التفكير مجددًا في قضية الإغلاق، على حد قوله.
ووفق إفادة عمرو إن قوات الاحتلال مع حلول الساعة الـ12:30 من فجر الأربعاء فتحت أبواب المسجد الأقصى للحراس وسدنة المسجد بعد تفتيش كل أركانه، محاولة امتصاص الغضب العارم من المقدسيين، وفتحته لاحقًا للمصلين لصلاة الفجر.
وشدد على أن الاحتلال يحاول السيطرة على باب الرحمة من جديد وإغلاقه بالسلاسل بين الفينة والأخرى؛ لإرضاء أطماعه في السيطرة على الباب والمقبرة، لهدم إنجاز المقدسيين في هبتهم الأخيرة.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قد دعت الجماهير الفلسطينية في مدينة القدس المحتل والأراضي المحتلة عام 1948م والضفة الغربية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، لكسر قرار الاحتلال القاضي بإغلاقه.
وطالبت الوزارة في بيان لها أمس الجماهير الفلسطينية في كل مكان بالخروج في مسيرات مليونية لنصرة المسجد الأقصى، الذي يشن عليه هجمة شرسة بهدف تقسيمه مكانيّاً وزمانيّاً، وإجبار الاحتلال على احترام قدسية الأماكن المقدسة في فلسطين، خاصة المسجد الأقصى المبارك.