منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية في 30 آذار (مارس) 2018م لجأ المتظاهرون إلى أدوات ووسائل سلمية، وابتكار وحدات تحمل مسميات مختلفة، لمقارعة الاحتلال الذي تعامل معهم بهمجية، فكان إحداها "وحدة البالونات".
كان الهدف الأساسي لدى القائمين على هذه الوحدة هو الرد بوسيلة مبتكرة على جرائم الاحتلال ضد المشاركين في مسيرة العودة، بتكبيده خسائر مالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بمحاذاة قطاع غزة.
وبُعد مرور عام على انطلاق مسيرة العودة، باتت هذه البالونات التي تحمل أحيانًا شعلة مصدر قلق للمستوطنين.
ويوضح أحد أفراد وحدة البالونات محمد الطيار أن هذه الوحدة أسست في الجمعة الثانية لمسيرة العودة، بهدف تفويت الفرصة على جنود الاحتلال المتمركزين عند السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة سنة 1948م، الذين يسعون إلى استهداف المتظاهرين السلميين.
ويقول الطيار لصحيفة "فلسطين": "إن الفكرة نجحت منذ انطلاقها، إذ تمكنت الوحدة من إطلاق دفعة بالونات كانت مصدر قلق للمستوطنين".
ويُبيّن أن الأدوات المستخدمة هي بالونات وقطع قماش وألعاب نارية بسيطة لإحداث بعض الأصوات، مشيرًا إلى أن جميع هذه الأدوات سلمية.
ويتابع: "إن الفكرة آخذة في التوسع يومًا بعد آخر، وأضرت بالعوائد المالية التي يجنيها المستوطنون من الأراضي الزراعية التي يحتلونها بمحاذاة القطاع".
من جهته يقول أحد أعضاء الوحدة غازي جمال: "إن عمل الوحدة كان يقتصر على البالونات الصغيرة، لكن مع الوقت طورت تطويرًا ملحوظًا، من أجل وصولها إلى أماكن أبعد في المستوطنات المحاذية لغزة".
ويوضح جمال لصحيفة "فلسطين" أن عناصر الوحدة أضافوا إلى هذه البالونات بعض الأدوات الصوتية الخفيفة.
ويُضيف: "إن "إلقاء البالونات كان عشوائيًّا في بداية الأمر"، مشيرًا إلى أن أفراد الوحدة كانوا يطلقون قرابة ستة آلاف بالون يوميًّا.
لكنه يبين أن إطلاق البالونات بات موجهًا بعد ذلك صوب أهداف محددة، لإلحاق خسائر مالية بالمستوطنين، وصارت الوحدة تطلق قرابة 100 يوميًّا.
ويتابع: "إن عناصر الوحدة يعملون وفق معايير وتوجهات متفق عليها، وليس حسب اجتهادات شخصية"، لافتًا إلى أن الاحتلال استهدفهم استهدافًا مباشرًا مرات عدّة، ما أدى إلى استشهاد عددٍ منهم، وإصابة آخرين.
ويؤكد جمال أنهم لا يزالون يطورون أدواتهم السلمية المستخدمة، قائلًا: "سنسخر كل ما لدينا من أجل مقاومة الاحتلال، وتكبيده خسائر كبيرة، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة".
"مفاجآت المليونية"
واستباقًا لذكرى انطلاق مسيرة العودة في الـ30 من الشهر الجاري، أعلنت الهيئة القيادية للمسيرة مليونية مقبلة بمشاركة مئات آلاف المواطنين في مخيمات العودة، المنتشرة بمحاذاة السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة سنة 1948م.
وفي هذا السياق يكشف عضوا وحدة "البالونات" أنها بصدد تنفيذ نشاطات "نوعية" في مليونية العودة القادمة.
وبالعودة للطيار يقول: "سيشهد الاحتلال في ذلك اليوم مفاجآت نوعية أشد من العام الماضي لم يكن يتوقعها"، دون الإفصاح عن طبيعة تلك النشاطات، لافتًا إلى أن الشباب الثائرين يحشدون بقوة منذ الآن.
ويشدد على أنهم "لن يكلوا من عملهم حتى يرفع الاحتلال الإسرائيلي حصاره الظالم الذي أثر على جميع مناحي الحياة في قطاع غزة".
ويستنكر ممارسات الاحتلال واعتداءاته على المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرة العودة، واصفًا إياها بـ"الهمجية والعنجهية".
ويضيف: "الاحتلال لا يُفرق بين طفل وشاب، وينتهك كل الأعراف والقوانين الدولية في استهداف المتظاهرين السلميين بأسلحة قاتلة ومحرمة دوليًّا".
ويختم حديثه: "طبيعة الاحتلال أنه متغطرس وشرس، وهو يتعمد سياسة قتل وتشريد الشعب الفلسطيني، وبعد أن هجّر الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم منذ 1948م لا يزال يلاحقهم على حقوقهم البسيطة".