فلسطين أون لاين

​الجنين شرب السائل الأمينوسي

...
السائل الموجود حول الجنين هو سائل معقم وشفاف
غزة/ هدى الدلو:

قد يصيب الجنين بعض المخاطر في مرحلة الحمل، أو يوم ولادته، ومنها شربه الماء الذي يحيط به في رحم أمه، وقد تزداد درجة الخطورة عندما يتغير لون الماء الذي هو في الأصل سائل شفاف، ما يستدعي نقل الجنين إلى الحضانة، فلماذا يشرب الجنين هذا الماء؟، وما الخطورة التي تلحق به؟، وكيف يمكن علاجها؟، هذا ما نتناوله في السياق التالي:

طبيب الأطفال د. سعيد صلاح قال: "في الوضع الطبيعي السائل الموجود حول الجنين هو سائل معقم وشفاف، ولكن في آخر أسبوعين، أو ما بعد الأسبوع الـ(36) أي عوامل اضطراب تصيب الأم تؤثر على الجنين".

وأضاف: "مثل ارتفاع درجة الحرارة، أو الإصابة بالتهابات، أو أن المشيمة أصبحت قاصرة عن أداء عملها لأسباب متعددة، خلقية أو مرضية، فإن ذلك يعرض الجنين لحالة نقص الأكسجين، ما يؤدي إلى إخراج محتويات الجهاز الهضمي، وهي تتمثل في ما يبلع ويهضم في الجهاز، وهو بدوره يعكر السائل الأمنيوسي ويصبح سميكًا على قدر درجة نقص الأكسجين، فيبلعه الجنين".

وأوضح د. صلاح أن هذا السائل موجود حول الجنين وهو يعاني صعوبة في التنفس واضطرابًا؛ فيدخل إلى الرئة عند الولادة، وبذلك تصبح عرضة للإصابة بالتهابات كيميائية موجودة في السائل الأمنيوسي، مشيرًا إلى أنه حسب كمية دخوله إلى الرئة تكمن درجة خطورته، وحسب الإمكانات في ساعة الولادة، وتعامل الطبيب معه.

ونبه إلى أنه إذا كان السائل الأمنيوسي قليلًا تكون درجة الإصابة بسيطة، ولكن المشكلة تكبر، إذا كان السائل كثيفًا؛ إذ يصاب الجنين بصعوبة شديدة في التنفس، وينتج عنها نقص حاد في الأكسجين، ما يسبب مضاعفات للجنين في الرئة أو المخ أو الدم وباقي أجهزة الجسم.

وتابع د. صلاح حديثه: "قد يعاني الجنين مدة طويلة صعوبة في التنفس، وإذا حدث نقص في الأكسجين فإن جميع الأعضاء تكون عرضة للتأثر حسب النقص وزمنه، فهذه من الأمور الخطيرة، فيحتاج الجنين إلى رعاية فائقة حتى نمنع المضاعفات أو نقللها".

وبين أنه تعالج هذه المشكلة في البداية بالمتابعة الدورية لدى اختصاصي النساء والولادة وقت الحمل، حتى لا يكون الجنين عرضة لعوامل خطيرة، وفي حال تحققت تلك العوامل السابقة الذكر يولد مبكرًا، ثم يتابع في قسم الحضانة.

ولفت د. صلاح إلى أنه إذا اكتشف الطبيب في أثناء الولادة أن الطفل قد شرب من السائل الأمنيوسي الملوث؛ فهناك طرق للتعامل على اختصاصي الولادة والحضانة اتباعها، فعليهما تنظيف الفم والقصبة الهوائية ثم وضعه تحت المراقبة والمتابعة.