قائمة الموقع

قدري نفسك يقدرك زوجك وأبناؤك

2019-03-08T13:26:07+02:00
المرأة تنسى مظهرها الخارجي والرعاية الذاتية مثل المطالعة والرياضة

"لا تزهدي في نفسك، فيزهدك زوجك وأبناؤك" هل سمعت هذه العبارة من قبل وتمعنتِ في فحواها؟، حينما تفنين حياتك من أجل أسرتك وتنسين نفسك ستفقدين قيمتك أمامهم، لأنك أنتِ من عودتهم هذه الصورة النمطية المبنية على إلغاء ذاتك من أجل راحتهم.

هل فكرت يومًا أن تبحثي في ذاتك عن ثلاث هوايات تفضلينها وتخصيص وقت للقيام بها، أو اقتطاع جزء من وقتك الذي منحت جله لعائلتك، تتحللين فيه من مسئولياتك تجاه أسرتك وتركزين على إسعاد نفسك؟

الصورة النمطية

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة قالت: "الصورة النمطية عادة للأمهات في البيئة المحلية أنهن مصدر الاهتمام والاحتواء للأسرة، وأجمل الأمهات من تفني حياتها في سبيل إسعاد زوجها وأبنائها، ولو كان ذلك على حساب صحتها النفسية والجسمية؛ فهي لا تبالي بما تبذله من جهود مضاعفة في سبيل تحقيق سعادة عائلتها وتلبية احتياجاتها".

وأضافت السعايدة: "فهي تطمح إلى الثمار التي تعود عليها من أبنائها، لكن ذلك الأمر ينطوي على آثار أخرى، تدفع مقابلها ضريبة من صحتها ومكانتها لدى أفراد أسرتها، لذا من الحري بها أن توازن بين احتياجاتها الذاتية واحتياجات أسرتها، فتعطي كل ذي حق حقه دون إفراط أو تفريط".

وأشارت إلى أن المرأة تعتقد أن إفناءها نفسها وتكريس كل وقتها وصحتها لأبنائها سيعودان عليها بالنفع، لكنها لا تدرك العواقب الأخرى، على الصعيد الشخصي أو العائلي.

شخصية وأسرية

وعددت السعايدة آثار تكريس المرأة كل وقتها لأسرتها على الصعيد الشخصي، كالإنهاك الجسدي، وتحميل نفسها أعباء فوق طاقتها، وعدم الاهتمام بالنفس، ونسيان الأمور التي تبعث في نفسها السعادة من علاقات اجتماعية.

ولفتت إلى أن المرأة تنسى مظهرها الخارجي والرعاية الذاتية مثل المطالعة والرياضة، وأحيانًا تكون عائقًا بينها وبين شغفها؛ فتجعل أولوية الأسرة مقدمة على أولوياتها الشخصية، وحالة من الضغط النفسي قد تسيطر عليها نتيجة اجتهادها في محاولة إرضاء كلٍّ.

أما على الصعيد الأسري فقالت السعايدة: "يعتقد أفراد أسرتها أن الأم مصباح علاء الدين العجيب؛ فهي محققة الأحلام لهم، وهي التي تلبي احتياجاتهم، حتى لو كان الأمر فوق استطاعتها".

وتابعت: "ينشغل أفراد أسرتها عنها وعن احتياجاتها؛ فهي المورد الذي لا ينضب، تكرس لديهم الأنانية المفرطة، وتزرع في نفوسهم الاتكالية والاعتماد على الأم في كل شيء، قد يبحث زوجها عن امرأة أخرى تشاركه في الأفكار والأحلام، ويلجأ أبناؤها إلى مصادر بديلة من أصدقاء وأقرباء ليناقشوهم في همومهم ومشاكلهم؛ فالأم بطبيعة الحال منشغلة بأمور المنزل".

أنتِ أولًا

ونصحت الاختصاصية النفسية الأم أن تعود الأبناء أن هناك وقتًا معينًا تجتمع فيه العائلة، وفتح قنوات للاتصال وتعزيز عندهم الثقة، ومن الضروري من البداية تنظيم أمور حياتها، وتعطي أبناءها وزوجها الوقت الكافي، وتعطي نفسها أيضًا الوقت الكافي، وإلا فستكون متوترة ومضغوطة.

وشددت على أن المرأة أولًا عليها أن تسعد نفسها على أكمل وجه لتكون قادرة على العطاء للآخرين، على سبيل المثال: يمكنها المشي ولو نصف ساعة يوميًّا، وممارسة هواية التطريز مثلًا، أو أي هواية تحبها وتشعر عند القيام بها أن لها كيانها الخاص، ويرتفع بذلك تقديرها لذاتها.

اخبار ذات صلة