فلسطين أون لاين

​ستقرر من سيمشي في ركب أوسلو على خطى عباس

قيادي بفتح: مصير الصراع الفتحاوي على السلطة بيد (إسرائيل)

...
خلافات شديدة تدور داخل أروقة السلطة
رام الله-غزة/ نبيل سنونو:

قال القيادي الفتحاوي حسام خضر: إن هناك صراعا بين ما وصفها بمراكز قوى في حركة فتح على "خلافة" رئيس السلطة محمود عباس حال غيابه، عادا أن مصير هذا الصراع بيد (إسرائيل) التي ستقرر من سيمشي في ركب اتفاق أوسلو على خطى عباس.

وانتهت ولاية عباس قانونيا عام 2009 لكنه باق في منصبه حتى اللحظة. ويبلغ عباس الشهر الجاري 84 عاما من عمره، وفي مايو/أيار 2018 مكث في المستشفى الاستشاري العربي برام الله أياما عدة إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد.

وقال خضر في تصريحات خاصة لصحيفة "فلسطين"، أمس: "الذي سيحسم الصراع ضابط إسرائيلي برتبة منسق" على حد قوله.

وتابع: "للأسف، مصير هذا الصراعرضينا أم عارضنا بيد (إسرائيل) في النهاية هي من ستقرر من سيمشي في ركب أوسلو على خطى عباس".

وأوضح خضر أن مراكز القوى المتصارعة في فتح متعددة التوجهات، قائلا: إن بعضها "قريب للتيار الوطني ومحسوب عليه وبعضها قريب لتيار بيت إيل وكل طرف يشتغل على الأرض بما يضمن وصوله لهذه السلطة الوهمية بدون وجه حق أو انتخاب"؛ على حد تعبيره.

وبيّن أن هذا الصراع داخل "القيادة التقليدية لحركة فتح"، وأن كلا من المتصارعين يحاول أن ينقض على السلطة في حال غياب عباس أو "فقدانه الأهلية العقلية".

وعن مظاهر هذا الصراع، ذكر خضر أن هناك تحشيدا وتجييشا وسلاحا بأيدي كل طرف ومراكز قوى متنفذة في المؤسسة الأمنية والمحافظات.

ورأى أن الأصل أن يعين عباس نائبا له "في إدارة الحكم الذاتي، ليوفر على شعبنا جهد الاقتتال والانقسام"، لكنه أردف بأن اتفاق أوسلو الذي وقعه عباس سنة 1993 جاء لينهي الحالة النضالية الفلسطينية.

وأشار خضر إلى أن كل العقلية الغربية التي تشدقت بالديمقراطية عبر خمس قرون في أوروبا، منعت وجود نص واضح وصريح يتحدث عن نائب لرئيس "إدارة الحكم الذاتي"، حسب وصفه.

وأكد أن ذلك مخطط مقصود ومدروس ويُغذى على الأرض لتعزيز الصراع الداخلي.

وتمم القيادي الفتحاوي: "أوسلو جاء ليستهدف فتح كحركة تحرر وطني، وكل ما يجري على الأرض من ممارسات وتعيينات وارتجالات يصب في هذا التوجه وهو ضرب حركة فتح وتفريغها من محتواها الوطني وتعقيد أمور الشعب الفلسطيني".

وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية نقلت، أمس، عما وصفتها بمصادر فتحاوية مقربة من عباس قولها: إن "خلافات شديدة اندلعت داخل أروقة السلطة، أدت إلى تهديد عباس بقلب الطاولة على رؤوس الجميع".

وقالت "الأخبار": إنها حصلت على تسجيل صوتي لعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لفتح عزام الأحمد وهو في جلسة داخلية ورد فيها قوله إنه "أكبر من أبو مازن (رئيس السلطة) ومن رئيس الحكومة (رامي الحمد الله)".

كما نقلت عن المصادر ذاتها أن "خلافات طاحنة" تدور بين عضو اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب، وبين ما أسمته التحالف المستجد الذي يجمع نائب رئيس فتح محمود العالول وعضو مركزية فتح حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات العامة للسلطة ماجد فرج.

وأفادت بأن حركة فتح تشهد تصادما مستمرا على خلفية محاولة موالي الرجوب محاصرة امتداد منافسه العالول، وفي هذا الإطار، ألقى الأمن القبض على مجموعات حاولت تهريب سلاح الأخير، فيما يعمل "المخابرات" لدعم العالول ومساعدته في السيطرة على مفاصل فتح في الضفة، بحسب الصحيفة اللبنانية.