فلسطين أون لاين

​الغرامات المالية والاعتقال والإبعاد إجراءات احتلالية يتحداها المقدسيون

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

مع اقتراب موعد صلاة الفجر يتهيأ الحاج عصام الشلودي للتوجه إلى المسجد الأقصى، لأداء الصلاة فيه، والبقاء في ساحاته؛ تحديًا لمحاولات الاحتلال لإبعاده عن المكان، مقابل السماح للمستوطنين باقتحامه يوميًّا.

الشلودي يسلك طريقًا تنتشر فيها حواجز الاحتلال، منذ خروجه من منزله حتى يصل إلى المسجد الأقصى، ويلقى فيها سلسلة من المضايقات والتأخير، تحت ذريعة التدقيق في هويته.

إصرار نوعي يتحلى به الستيني الشلودي على الوصول إلى الأقصى للصلاة فيه، وتأكيد حقه مسلمًا في المقدسات الإسلامية، يقول لصحيفة "فلسطين": "القدس والمسجد الأقصى في عقيدتنا ولن نتخلى عنهما، وتربطنا بهما علاقة حب لا تنتهي".

ويضيف: "رغم المضايقات بتوقيفنا على الحواجز وبوابات المسجد الأقصى، وسحب هوياتنا، وإبعادنا عن القدس والمسجد الأقصى لن نتخلى عن الوصول إليه، والرباط في باحاته أو على بواباته".

ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يحارب المقدسيين وكل من يحاول الوصول إلى الأقصى؛ لتفريغه من المصلين، وتمرير مخططاته العنصرية، مضيفًا: "لن نتخلى عنه، وسنواصل الوصول إلى باحاته".

وتعرض الاحتلال للشلودي بمضايقات عدة، كفرض غرامات مالية باهظة عليه، وسحب هويته، وإبعاده لإجباره على الرحيل عن القدس.

وما يزال الاحتلال يشن حملةً شرسة على أهالي مدينة القدس، في محاولة لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين، وإحلال المستوطنين مكانهم، وتهويد القدس وتغيير معالمها وتراثها.

رحلة المشقة يعانيها غالبية سكان البلدة القديمة، في أثناء سعيهم إلى أداء الصلوات الخمسة في الأقصى.

ويوضح المقدسي نور الحرباوي أن الاحتلال يحاول منع المقدسيين من الوصول إلى بوابات المسجد الأقصى أو التجمع عندها، ويعتقل بعضهم ويبعد بعضًا ويعتدي على آخرين.

ويرى الحرباوي (37 عامًا) أن الأحداث التي شهدها باب الرحمة أخيرًا أعادت الوعي، ونبهت للخطر الذي يحيكه الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى.

ويؤكد أن أحداث باب الرحمة أثبتت للجميع أن الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من الأمة العربية والإسلامية لن يتخلى عن القدس والمسجد الأقصى، وسيواصل رباطه فيه، مشيرًا إلى أن المبعدين عن الأقصى يرابطون في أقرب نقطة إليه.

بدوره يقول المقدسي محمد أنور: "كلما كثف الاحتلال من هجمته على القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهلها؛ انتفض المقدسيون، وزاد رباطهم وإصرارهم على التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وإفشال مخططاته".

ولا يشعر أنور بالحزن أو الخوف من أي خسائر مادية قد تلحق به، يضيف: "فيمكن تعويض كل شيء، لكن الأقصى من سيعوضنا عنه لو ضاع منا؟!".

ويؤكد لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يحاول باستماتة إخلاء القدس والأقصى من المصلين؛ تمهيدًا لإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.

ويشير إلى أنه كلما زاد تغول الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات زاد الرباط في القدس والمسجد الأقصى.

وتواصل قوات الاحتلال التضييق على المصلين القادمين للأقصى من داخل مدينة القدس ومدن فلسطين المحتلة سنة 1948م، وتحتجز الهويات الشخصية لبعض عند الأبواب، وخاصة النساء، تنفيذًا لمخططاتها العنصرية.