يضع الأب يضع كل آماله في الابن الأكبر له، ويعد الابن الأب الأخ الذي يلجأ إليه في حال احتاج لمشورة ونصيحة، ولكن في بعض الأسر تحدث فجوة بين الأب والابن الأكبر لعدة أسباب، وقد تتسع تلك الفجوة بسبب عدم وجود نقاط تفاهم وتقارب بينهما، فما الأسباب؟، وما التأثيرات؟، وما دور الأم في علاج الفجوة؟
الاختصاصي النفسي وسام الشلفوح قال: "تكمن المشكلة أنه في بعض الأحيان يضع الأب نفسه مكان الابن، رغم وجود اختلاف في التفكير لاختلاف الزمان، وينصب الأب نفسه وصيًّا على الابن ليطلق عليه الأحكام، إلى جانب الاهتمام الكبير للأب بالشكل العام بغض النظر عن الجوهر، كقضية التفوق الدراسي والضغط عليه من أجل التحصيل العالي، دون الانتباه للمشاعر".
وأوضح أن تسلط الأب، وعدم تركه مساحة للتعبير عن الرأي يسبب تلك الفجوة، إضافة إلى عدم نضج الأبناء، وضيق زوايا تفكيرهم.
وأشار الشلفوح إلى أن الفجوة بين الأب والابن تلقي بتأثيرات سلبية، أهمها حدوث حالة عدم اهتمام ولا مبالاة عند الابن، أيضًا الأب بذلك يضع ابنه في زاوية الضغط النفسي بسبب اتخاذ قراراته دون إشراك ابنه، وعدمترك هامش له للتعبير عن رأيه.
وأضاف: "وبذلك تغيب الثقة بين الأب والابن، والاحترام والتقدير فيما بينهما، وفي حال تطورت الفجوة قد تؤدي إلى تفكك أسري بسبب التضارب بين الأفكار".
وبين الشلفوح أنه للتخلص من الفجوة أو تخفيف حدتها لابد من التواصل دائمًا مع الأبناء، والعمل على بناء شخصية الابن ودعمها وتعزيزها، والابتعاد عن جو الديكتاتورية في التعامل مع الابن، وإعطائه الثقة بنفسه، وتعزيز قراراته الصائبة.
ولفت إلى ضرورة أن يُشعر الأب أبناءه بالأمان والطمأنينة، واتباع نهج أسلوب الحوار والمناقشة معهم، متابعًا حديثه: "ويقع على الأم دور كبير في علاج الفجوة بين الأب والابن الأكبر، خاصة في حال كانت صديقة للابن".
ولذلك عليها –وفق قوله- خلق جو من الترابط الأسري بين أفراد العائلة، فتنفرد بكل منهما، فتتحدث إلى ابنها لتعرف أسباب بعده عن والده، مع أنها قد تكون على علم ببعضها، وتتواصل مع زوجها لمعرفة وجهة نظره، ثم التوصل إلى خطوات لإصلاح العلاقات بينهما.
ونبه الأم إلى أنه عليها بناء جدار من الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، ومحاولة التقريب بين وجهات النظر بالنشاطات الأسرية لخلق حالة من الانسجام، ويمكن لها تقديم الهدايا لزيادة الود والألفة بينهما.
