قائمة الموقع

​"الحاج" أصرّت أن تشق طريقها ونجحت

2019-02-27T09:01:02+02:00

تزوجت في عمر الزهور (16 عامًا)، وتركت دراستي رغم تفوقي، ومع ذلك داومت على القراءة والاطلاع للكثير من الكتب الثقافية والقصص والروايات والأحداث التاريخية وما زلت، إلى أن وافق زوجي بعد إلحاح شديد على إكمال دراستي، ونجحت في الثانوية العامة بمعدل 86.5%، والتحقت بكلية أصول الدين بمنحة طوال دراستي.

"فلسطين" تسرد قصة نجاة الحاج على لسانها مع الإصرار على النجاح والتميز..

بعد تخرجي عملت في المساجد واعظة، ومحفظة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وتقدمت للإشراف الدعوة في الجامعة الإسلامية وقوبل طلبي بالموافقة، وبعدها التحقت ببرنامج الماجستير أصول تربية – إدارة تربوية، ثم جلست في البيت وتقبلت الأمر.

بعد حرب العصف المأكول في عام 2014م تضرر منزلي جزئيًا، فطلب مني زوجي التوجه لبلدية الزهراء لتسجيل الأضرار، في البداية رفضت، لكن ذهبت، وقدرًا كانت معي أوراقي الثبوتية للتقدم لأي وظيفة، فسألت الموظف مازحة: هل لي بتقديم وظيفة لديكم؟، فقال: لم لا؟ اذهبي وقابلي رئيس البلدية، لكني اندهشت وذهلت، فاتصل هو بمكتب رئيس البلدية، وقال له إن هناك سيدة تريد التقدم لوظيفة، فتوجهت إليه وقدمت الطلب، ولم تأخذ الموضوع على محمل الجد.

توجهت للجامعات ووضعت طلبًا في كل جامعة للتدريس، وبعد يومين جاءتني رسالة محتواها: "الأخت نجاة.. الرجاء التوجه لبلدية الزهراء الساعة الثامنة صباحًا يوم الأربعاء"، وبذهابي تفاجأت بعقد عمل لمدة ثلاثة أشهر، وتجدد كل مدة.

وقدمت الكثير من الخطط والحملات التي تخدم أهل المدينة، وترأست وحدة المرأة والطفل، وحصلت على عضوية البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية.

بعدها بوقت جاءتني صديقة عزيزة، تخبرني أنها رأتني في المنام أناقش رسالة الدكتوراة، وأن مشرفي يقول لي: يا نجاة بشرى من النبي صلى الله عليه وسلم استمري على ما أنت عليه، وبعدها جاءتني البشرى بمنحي منحة دكتوراة عام 2016 من جامعة الحياة الجديدة في السويد وبفضل الله أنهيت أطروحتي في 2018م بعنوان: "مدى توافر سمات القيادة التحويلية لدى القادة الإداريين في الجامعات الفلسطينية بمحافظات غزة وعلاقته بمستوى أدائهم في إدارة الأزمات".

أخيرًا أنصح كل سيدة: "اعتني بِحُلمك بالدعاء والعمل واصبري عليه حتى تَجني ثِماره نَاضجة وتَتَذوقي طعمه الشهي وحلاوة تحقيقه".

اخبار ذات صلة