قائمة الموقع

​هوس المفاخرة آفة عززتها مواقع التواصل الاجتماعي

2019-02-26T07:45:00+02:00

أن تتحدث بإنجاز حققته فأنت بذلك تتفاخر به، أما أن تعيد وتزيد بأمر لم تحققه فهذا يسمى "فشخرة كذابة". هوس المفاخرة ولفت الأنظار آفة اجتماعية عززتها مواقع التواصل الاجتماعي باستعراض الكثير عن من الصور وأو بالكتابة لتنشر بسرعة وعلى نطاق واسع.

ربما يعيش من يعاني مرض التفاخر بصراع نفسي كبير طوال حياته لأنه يضع نفسه في مكانة ليست واقعية يتمنى أن يعيش فيها، فما الذي يدفعه إلى القيام بالتباهي؟

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة بينت أن هوس التفاخر هو ادعاء الشخص بأشياء فعليًا موجودة أو غير موجودة بهدف إظهار الذات والتباهي أمام الآخرين والمغالاة في حب الظهور.

وأوضحت السعايدة لـ"فلسطين" أن تفاخر الإنسان الحقيقي يكون بالتحدث بإنجازات حققها، بما يعود على الآخرين بأثر إيجابي عليه وعليهم ويصبح مثالًا يحتذى به.

وأشارت إلى أن هوس التفاخر هو مرض اجتماعي ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في أن يطفو على السطح بشكل لافت.

وعن صفات المتفاخر، ذكرت الاختصاصية النفسية منها الحديث المستمر والمبالغ فيه عن إنجازاته في الحياة، ومظاهر غناه، والغلو في إظهار الالتزام الديني، والاعتزاز المبالغ فيه بالنفس وبالعائلة أو الجاه والحسب والنسب، ونلمسها بالإفراط في عرض تلك المظاهر عبر المنصات بعرض الصور.

وقالت: "المتفاخر لا يختار الأوقات والأماكن المناسبة للحديث عن نفسه وإنجازاته، ويضبط في أثناء الحديث عن ذات الموضوع في أماكن وأوقات مختلفة، والمبالغة في الحديث، لذا دع أفعالك تتحدث عنك وليس لسانك".

وعزت السعايدة أسباب تجاه الشخص نحو التفاخر يشكل نوعا من أنواع الاعتزاز بالذات، ويعبر عن مظاهر نقص لدى الإنسان ويسعى إلى اشباعه عبر الحديث المفرط عن تلك الحاجات، والغرور أمام الآخرين.

ولفتت إلى أن البحث في حقيقة أمر التفاخر ستجد أن الأشخاص الناجحين أو حتى الذين يمتلكون أمورًا تستدعي التفاخر أبعد ما يكون عن هوسه والمظاهر الخداعة، لأن تلك النجاحات وتلك الأمور التي وهبهم الله إياها تشكل جزءًا أصيلًا من نمط حياتهم الواقعية فلا تكون سبب للتفاخر.

وأشارت السعايدة إلى أن بعض الأسر قد تساهم في غرس تلك الصفة في أبنائها، ويمكن أن تنشأ كردة فعل متمردة اتجاه الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.

وقالت: "يبدأ التفاخر حينما تتضخم الأنا عند الإنسان ويصل لمرحلة لا يرى إلا نفسه فيتأزم الأمر، وحينما تدور حياته في فلك معين، وحينما يتباهى بأمجاد الماضي وهو عاجز عن تحقيق أي إنجاز في الوقت الراهن ويغيب عن مخططاته المستقبلية أو بنك أهداف، وحينما يجد مجموعة من المحيطين تصنع له هالة زائفة بعيدة كل البعد هو في حقيقة الأمر عنها، ويمدحون فيه بمبالغة".

وتردف الاختصاصية النفسية: "نمطان من المتفاخرين نمط يعد أن التفاخر جزء أصيل في شخصيته وحياته، ولا يرى أن تلك الصفة تعيبه، ونمط آخر حينما يخلو بنفسه يدرك تلك النقائص الموجودة لديه ويعرف أنه ليست فيه، ولكنه لا يجد مناصًا منها بحكم الوضع الاجتماعي له أو للمحيطين فـ"يركب الموجة"، ويعيشون في حالة صراع بين الواقع والصورة التي يريدون رسمها لأنفسهم".

ولفتت إلى أن بعض الشخصيات قد تنجح في خداع الآخرين وترسم لنفسها صورة مخالفة لواقع الأمر، وبعضها تكتشف بكل سهولة بحكم العلاقات الاجتماعية والتقارب في المجتمع الغزي.

اخبار ذات صلة