حبيب: ما يحدث في القدس يؤكد الطبيعة العدوانية والإجرامية للاحتلال
رضوان: لا بد من شد الرحال للأقصى حفاظًا على انتصار المقدسيين
غزة التي تحمل لواء الوفاء، خرج أمس الآلاف من أبنائها في الجمعة الـ48 لمسيرة العودة وكسر الحصار، التي حملت اسم "الوفاء لشهداء الحرم الإبراهيمي"، راكنين جراحات حصارهم وآلام عقوبات السلطة عليهم، جانبًا، معلنين النفير العام نصرةً للمسجد الأقصى المبارك.
وردد المشاركون هتافات "على القدس رايحين.. شهداء بالملايين"، وربطوا "عُصَبًا" مكتوبا عليها "القدس لنا" على جبينهم، وحملوا لافتات تؤكد تمسكهم بالقدس وعدم تخليهم عنها.
"باب الرحمة.. مواجهة متجددة في الأقصى"، على مدخل مخيم "ملكة" شرق غزة، كتبوها على لوحة ضمت صورا للباب المحتل، مع أصوات الشباب الثائرين المبتهجين بفتح المقدسيين باب الرحمة المغلق منذ 15 عامًا.
سنعود
"اليوم نعتصم ونرفع صوتنا عاليًا لأبناء الضفة الغربية الذين فتحوا أبواب الحرم الإبراهيمي بالخليل، ولأهل القدس المحتلة الذين انتفضوا ورفعوا صوتهم عاليًا، وفتحوا باب الرحمة المغلق"، بهذا اختصر الأربعيني سعيد محمدين حديثه.
لكن أم مصعب عبد العال التي كانت ترافقها ابنتها وهي تحمل مفتاح العودة، تقول: "إن رسالتنا لأهل القدس أن يستمروا بعطائهم وتصديهم للاحتلال، وطالما الأقصى محتل وطالما ينتهك الاحتلال الأرض ويقتل الشباب والأطفال والنساء، فلن ينعم بالأمن والأمان في فلسطين".
إلى جانبهم، كان شابٌّ ثائر من وحدات "الكاوتشوك" و"البالونات الحارقة" يضع العلم الفلسطيني على كتفه، ويرتدي قناعا ملونًا بألوان العلم، متحمسًا متسارع الخطوات في تجاوز المشاركين للوصول للصفوف الأولى، قبل أن يتحدث لصحيفة "فلسطين" موجهًا رسالته للاحتلال: "نحن شعب فلسطيني ثائر صابر، سنعود إلى أرضنا، هذه بلادنا فليرحل منها ابن اليهودية".
يؤكد الثائر أن جميع أدوات مسيرة العودة من بالونات حارقة وكاوتشوك ستعود بعد أن عادت وحدات الإرباك الليلي، طالما يستمر الاحتلال في فرض الحصار والتصعيد ضد أبناء الشعب الفلسطيني. ورغم ذلك لم ينسَ ما يحدث في القدس من حديثه، حيث أردف "القدس هي عاصمتنا ولن نتخلى عنها، وهذه الدماء التي نقدمها في غزة هي من أجل القدس".
أما الحاجة مريم أبو موسى فقد قطعت مسافة كبيرة من مخيم "بلوك G" للاجئين بمحافظة خان يونس جنوب القطاع، للمشاركة في مسيرة العودة بمخيم ملكة شرق غزة، وهي تتوشح بالكوفية، وترتدي الزي التراثي الفلسطيني البدوي، وتحمل فوق رأسها صرّة تحتوي على أغراضها العتيقة التي ستعود بها إلى بلدتها الأصلية المحتلة.
وتقول أبو موسى لـ"فلسطين" وهي ترفع علم فلسطين بيدها: "سندافع عن أرضنا بكل ما نملك، لا ترهبنا مجازر الاحتلال، وعليه أن يرحل من قرانا ومدننا، سندافع عن القدس ونسترد كل بقعة من فلسطين بنضالنا السلمي بمسيرة العودة".
شعب لا ينسى
من جانبه، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. إسماعيل رضوان أن رسالة الجمعة الثامنة والأربعين تؤكد وحدة الأرض والأهداف الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني لن ينسى دماء الشهداء ولن يهدأ له بال حتى يتم الانتقام من قادة الاحتلال القتلة الذين قتلوا المصلين الآمنين في مجزرة الحرم الإبراهيمي.
ودعا رضوان خلال حديثه لـ"فلسطين" على هامش مشاركته بمسيرة العودة شرق غزة، إلى النفير العام وشد الرحال للمسجد الأقصى؛ للحفاظ على الانتصار الذي حققه المقدسيون بفتح باب الرحمة.
وطالب الأمتين العربية والإسلامية بالتحرك لدعم المقدسيين والدفاع عن أولى القبلتين، مؤكدًا أن التاريخ لن يرحم المهرولين والمطبعين والمنسقين أمنيا مع الاحتلال، وأن الشعوب لن تنسى من جرأ الاحتلال في مؤتمر "وارسو" على أبناء الشعب الفلسطيني واستهداف المقدسات.
وأكد استمرار المسيرة بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني للالتحام مع المسيرة وكسر الحصار في الضفة الغربية والقدس ومخيمات اللجوء لمجابهة الاحتلال، قائلا: "إن صفقة القرن والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت أقدام الأطفال والنساء الفلسطينيين، وإن التهديدات لن ترهب أبناء شعبنا ولن تخيفهم، وإنهم ماضون على دربهم حتى تحقيق أهدافهم".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، إن ما حصل في مجزرة الحرم الإبراهيمي قبل 25 عامًا وما يحصل اليوم في القدس يؤكد الطبيعة الإجرامية والعدوانية للاحتلال.
وأضاف حبيب لـ"فلسطين" أن الاحتلال يظن أنه بارتكاب المجازر سيرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء ويستسلم، مؤكدًا أن الشعب يتجذر بالأرض أكثر ولا يمكن أن يستسلم أو أن يرفع الراية البيضاء.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني ماض في مقاومته على الأرض والرباط فيها حتى تحقيق النصر والتمكين، في هذه المعركة الفاصلة مع الاحتلال الذي سيزول عن أرض فلسطين.