قائمة الموقع

​أبو عويضة تخطت الإعاقة بمشروع خاص

2019-02-22T16:34:23+02:00
تطمح أبو عويضة إلى توسعة مشروعها

بوثبة طويلة استطاعت أن تتخطى حاجز الإعاقة، رغم صعوبة حركتها، إذ كانت حافزًا على تحدي وضعها الصحي الذي ولدت فيه، وأثبتت لنفسها أنها من أصحاب الإرادة القوية والهمة العالية، ودخلت عالم الريادة والأعمال.

الثلاثينية سهام أبو عويضة من مخيم المغازي، ولدت بإعاقة مشت معها خطوة بخطوة في مختلف مراحلها العمرية، ليلازمها الكرسي المتحرك، ومع ذلك لم يكن عقبة في صقل موهبتها في صناعة الأشغال اليدوية، التي عملت على تنميتها يومًا تلو يوم، لتمسي فيما بعد مشروعًا خاصًّا يعود عليها بالعائد المادي، بمستوى ينافس ما هو معروض بالأسواق.

لم تلتفت في حياتها إلى إعاقتها التي ولدت معها، وتأقلمت كأنها لم تكن، وبعينها الناقدة كانت تنتبه إلى الموهبة المتوارثة بين أفراد عائلتها (الأشغال اليدوية)، لترثها منهم، وقالت: "الموهبة كانت وراثة، فكل من في البيت لديه اهتمام بالأشغال اليدوية، وأنا أحببت صنعها، وشعرتُ أن فيها شيئًا من إثبات الذات، أيضًا طولة بالي تسعفني في هذا المجال لأنجح، إلى جانب وقت الفراغ الذي أمتلكه".

وأضافت أبو عويضة: "لم أتوقف عند حد ما تلقفته عيني، وتعلمته من أهلي، بل عملت على تنمية الموهبة من طريق الإنترنت، فكنتُ أطلع على كل ما هو جديد في عالم الأشغال اليدوية، وأحاول تطبيقه وتعلمه".

ففي غرفتها تجلس في منتصفها مفترشة الأرض بألوان حياتها المزهرة بأشكال مختلفة من الخرز والخيوط، وبالإبرة والخيط تتمكن من صنع إكسسوارات من ميداليات ومفارش ومجسمات وتحف مميزة، إلى جانب التطريز الفلاحي والصوف والكروشيه، وتسوقها وتبيعها للزبائن.

ومع الأيام بدأت أبو عويضة تطور مهاراتها في إتقان أعمالها، لتكون بمستوى منافس ما هو معروض في السوق، واقتحمت المشاركة في المعارض مع مؤسسات أو أفراد للترويج لاسمها وتكوين علاقات وزبائن.

ورأت أن تنميتها لذاتها في مجال موهبتها كانت لمصلحتها، إذ استثمرت موهبتها لتكوّن لها مشروعًا خاصًّا ومصدر رزق، بدلًا من النظرات التي تلاحق أشخاصًا من ذوي الإعاقة بأنهم عالة على المجتمع، قائلة: "هذه نظرة خطأ، فالشخص من ذوي الإعاقة قادر على الاعتماد على ذاته".

ومن العقبات التي واجهتها ذكرت أبو عويضة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأهالي القطاع، الذي يقف عائقًا في طريق سير مشاريعهم الصغيرة، وأثر على مبيعاتهم فتراجع الطلب عليها، وأيضًا اختلاف أذواق المشترين، ما يجعلها لا تسير على نمط معين في العمل.

وأكملت حديثها: "ومن المشاكل أيضًا صعوبة التسويق؛ فلا أجد أمامي سوى منصات التواصل الاجتماعي، لكونها وسيلة غير مدفوعة الأجر، فاعتمدت عليها ووجدت إقبالًا من مستخدمي تلك المواقع"، وقد شاركت في عدة معارض، أهمها سلسلة معارض مرايا فلسطينية.

وتطمح أبو عويضة إلى توسعة مشروعها، وتتمكن من تشغيل فتيات أيديًا عاملة، منهن متخصصات في الخرز أو التطريز الفلاحي، أو مشغولات الصوف اليدوي، وأن يكبر مشروعها فتستطيع تصدير أعمالها إلى خارج غزة.

اخبار ذات صلة