فلسطين أون لاين

​لا تأكلي أنتِ سمينة

...
السمنة عند الأطفال من الأمور الصعبة التي تواجه الأم
غزة/ هدى الدلو:

في لحظة صمت عمت أرجاء الصالون الممتلئ بالنسوة قالت لها والدتها: "بكفيكي أكل، ارحمي حالك"، لتقول أخرى: "والله يا حلا صار بدك ريجيم وعمرك لسه 12 سنة"، صارت همسات هنا وهناك، واحمرت وجنتا حلا خجلًا، لتحمل نفسها وتغادر المكان، بعد هذا الإحراج، فكيف يمكن أن تناقش الأم طفلها الذي يعاني السمنة دون إلحاق به أي أذى نفسي؟!

الاختصاصية النفسية سمر قويدر قالت: "يعد بعض السمنة أمرًا طبيعيًّا، خاصة للأطفال في الصغر، ولكن بعدما يصل الطفل إلى سن معينة تكون السمنة غير طبيعية، وقد تكون من الأمراض الخطيرة، لأنها قد تجلب أمراضًا أخرى كالسكر والضغط والقلب، وغيرها من المشاكل".

وبينت أن السمنة عند الأطفال من الأمور الصعبة التي تواجه الأم، إذ تحتاج إلى حنكة وثقافة في التعامل؛ حتى لا تسبب للطفل أي أثر نفسي سلبي.

وأوضحت قويدر أن الطفل الذي يعاني السمنة يواجه الكثير من التحديات، كاستهزاء الناس من حوله، ويكون عرضة للسخرية من أصدقائه، ويصطدم بانتقادات الآخرين، فتلك الكلمات الموجعة والمؤذية تُشعره بأنه إنسان غير طبيعي.

وأضافت: "أيضًا تجعله عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية التي قد ترافقها مشاكل صحية، ويعاني الخجل الذي يترتب عليه مشكلات سلوكية، والانطواء، وعدم قدرته على المواجهة، ويشعر أنه إنسان غير مقبول ممن هم حوله، وينظر نظرة دونية إلى ذاته، ينتج عنها سلوك عدواني".

ولفتت قويدر إلى أن المشاكل التي يعانيها الطفل بسبب السمنة قد تكون أخف في حال كانت العائلة داعمة له، ومعززة لثقته بنفسه، وتتعامل معه على أنه إنسان عادي، وأن للمشكلة حلًّا، منبهة إلى أن الأسرة هي من تعطي الضوء الأخضر للآخرين للاستهزاء بالطفل، خاصة في حال وجهت له انتقادًا أمام الناس.

ومن الآثار أيضًا أنه قد يرفض الذهاب إلى المدرسة، لذلك لابد من مناقشة الأهل مع الطفل موضوع السمنة بهدوء، وتوضيح المخاطر التي تنتظره في المستقبل، ويمكن لهم تشجيعه على اتباع نظام غذائي، ومشاركته في ممارسة الرياضة حتى تتحسن نظرته إلى ذاته، وفق قولها.