بين الحين والآخر يوثق الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة اقتحام مجموعات المستوطنين بلداتهم وقراهم والاعتداء على ممتلكاتهم بكتابة شعارات عنصرية تدعو إلى قتل الفلسطينيين وطردهم من منازلهم، دون أي ملاحقة أو محاسبة.
وبرزت خلال الأعوام الأخيرة جماعات من المستوطنين تحت اسم “جماعات تدفيع الثمن” تصدرت حملات الاعتداء ضد الفلسطينيين.
استهداف مباشر
هذه الاعتداءات لا يتعرض أصحابها للملاحقة أو المساءلة، بل لا يكلف الاحتلال نفسه باستجواب مرتكبي هذه الأفعال ويكتفي بالمراقبة وأخذ شهادات المواطنين مدعيا أنه يقوم بمتابعة القضايا بينما هو الذي يقوم بحمايتهم.
وقال عبد القادر أبو حاكمة رئيس مجلس قروي بلدة اسكاكا قرب مدينة سلفيت شمال الضفة لـ”فلسطين” إن مجموعة من المستوطنين تسللت إلى البلدة الخميس الماضي وقام أفرادها بتفجير إطارات ٢٣ مركبة وكتابة شعارات عنصرية عليها وعلى جدران ثلاثة منازل وأحد المساجد.
وأوضح أبو حاكمة بأن الأهالي يعلمون تماماً أن مرتكبي هذه الاعتداءات هم من المستوطنين لأن أحدا لا يملك مصلحة في ذلك سواهم، كما أن الشعارات كتبت بلهجة انتقامية وتهديدية تدعو إلى قتل أبناء البلدة وملاحقتهم.
وأضاف أبو حاكمة: “قمنا بالاتصال على مكتب الارتباط وحضر منهم موظفون للاطلاع على الجريمة ولكن للتوثيق فقط، فلم تتم محاسبة المرتكبين ولا نتوقع أن يحدث ذلك”.
وأشار إلى أن مجموعات المستوطنين من مستوطنة “أرئيل” التي تلتهم معظم مساحة سلفيت قاموا قبل ٢٠ يوما باقتلاع أشجار زيتون في أراضي البلدة وحاول المواطنون الاشتكاء عليهم ولكن يعلمون أنه لا فائدة من ذلك.
لا حياة لمن تنادي
ويقول المواطن هلال مشاعلة من قرية الجبعة غرب مدينة بيت لحم لـ”فلسطين” إنه استفاق في أحد أيام نوفمبر الماضي ليجد مركبته معطوبة العجلات وملطخة بالشعارات العنصرية، كما أن مسجد البلدة تعرض للاعتداء ذاته.
وأضاف: “نحن في القرية محاطون من خمس جهات بالمستوطنات فنتوقع أن الاعتداء تم من أي منها وحين وثقنا هذا الاعتداء جاء مكتب الصليب الأحمر والتنسيق والارتباط وقاموا بالتوثيق فقط وأخذوا شهادات الأهالي، بالطبع لم تتم محاسبة المعتدين بل نتوقع أنهم قدموا لهم المكافآت”.
وبين مشاعلة بأن قرية الجبعة إلى جانب اعتداءات المستوطنين تتعرض لحصار جائر، فهي القرية الوحيدة المغلقة مداخلها من كل الجهات ويتعرض أهلها للاعتداءات المستمرة من المستوطنين مثل طردهم من أراضيهم والاعتداء على منازلهم وإغلاق مدخلها كلما حدث أي شيء.
ولم تفلح كاميرات المراقبة التي ينصبها الفلسطينيون في محيط منازلهم والتي توثق اعتداءات المستوطنين كذلك؛ في أن تشكل دليلاً كافياً لإدانة المستوطنين في محاكم الاحتلال، بينما يطارد الجنود أي طفل فلسطيني يكتب شعارات تؤيد المقاومة ويقومون باعتقاله في ظلمة الليل ويخضعونه للمحاكمة.