فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​غذِّي طفلكِ جيدًا ولا تهملي رضاعته

...
غزة- ليلى أبو صقر

طفلك الآن يبلغ من العمر ستة أشهر إلى عامين، ولا بد له من تغذية تسند عوده، حتى يستمر نموه السليم، لكن هل يستطيع الطفل الذكي التمييز بين أصناف الطعام؟ وما هي الكمية التي يحتاج إليها الطفل ليتناولها؟ وكيف يكون قوام ما يقدم له من طعام؟

اختصاصية التغذية سماح وادي تجيب "فلسطين" عن هذه الأسئلة في السياق الآتي:

قالت وادي: "ما بعد الشهر السادس تقع الأم في حيرة واضحة من أمرها ما بين إكمال الرضاعة وعدد الرضعات وما بين ما يجب إدخاله للطفل من أغذية مناسبة له"، مشددا على أن الطفل أمانة يجب دعمه بكل ما يحتاج إليه من رضاعة طبيعية ومن وجبات مناسبة ومتزنة وكاملة لتهيئته لما هو قادم.

وتنبه إلى أن القادم أصعب ويحتاج إلى قدرة وطاقة أكبر، "فليكن بنيان مصنعك ونتاجه بجودة عالية حتى يستطيع تحمل المراحل السريعة ما بين بزوغ الأسنان والبدء بالمشي والحركة والكلام والمهارات الحياتية التي تحدث مع طفلك دون سابق إنذار"، وفق قولها.

وأشارت وادي إلى أن براعم التذوق تعمل لدى الطفل بكفاءة عالية ويستطيع التمييز بين الأصناف جيدًا، فدائمًا نرى أنه يتجه نحو الطعام ذي المذاق الحلو؛ لذلك يجب البدء بالحبوب كالأرز المطحون ونحليه بصنف من الفواكه أو مع الدبس الأسود، وبعد ذلك ندخل الخضراوات وأهمها القرع والكوسا والجزر والبطاطا والبطاطس الحلوة هذا كمرحلة أولية".

وفي المرحلة التالية ندخل –وفق قولها- الخيار والبازلاء والقرنبيط والملفوف، مبينة أن استخدام الليمون بدلًا من الملح لتحسين طعمه أفضل وكل منه يُقدم بطريقة مناسبة للطفل، وأخيرًا ندخل الفواكه صاحبة المذاق الحلو والمرغوب كالتفاح والموز والفراولة والأجاص سواء مطحونة أو مهروسة أو مبشورة.

وشددت على أن إدخال الفواكه ذات المذاق الحلو يجب أن يتم بعد الأصناف سابقة الذكر، لأن الطفل في حال اعتاد عليها أولًا لن يقبل أي صنف آخر.

ونبهت وادي لموضوع التحسس لدى الأطفال بقولها: "يجب إدخال صنف بصنف؛ ونرى إن كان هناك علامات على الطفل كالتهيج أو الاحمرار فنلغي ذلك الصنف بسرعة، فبعض الأطفال لديهم تحسس من الحمضيات ومن الفراولة ومن الموز أو أي أصناف أخرى".

وأكدت أنه ابتداءً من الشهر السادس حتى الشهر السابع يكون الطعام مهروسا كاملًا وناعمًا.

وتابعت: "يكون الطعام من الشهر الثامن حتى الشهر التاسع مبشورًا أو مفرومًا، ولا ننسَ أنه هنا تبدأ عملية بزوغ الأسنان فنركز على مصادر الكالسيوم وفيتامين د والمقويات الخاصة به"، مضيفة: "وتعريضه لأشعة الشمس ما بعد الشروق بساعة لمدة 20-30 دقيقة أو ما قبل الغروب بساعة للمدة الزمنية نفسها، ويمكننا في هذه الفترة إدخال صفار البيض فقط دون البياض والأسماك والسردين (طحنها جيدا مع الشوك)".

وذكرت وادي أنه منذ الشهر العاشر حتى العام، يبدأ نمو العظام والحركة الزائدة والمستمرة، فنبدأ بإعطاء كل ما سبق مع زيادة الكمية ويكون قوام الطعام قطعًا طرية ويستطيع الطفل هنا أن يمسك الطعام بيده.

وقالت: "وبعد العام حتى العامين يعد الطفل فردًا من أفراد المائدة ويمكنه أن يتناول الطعام بنفسه وما يرغبه أيضًا ولكن هذا الأمر للأسف يثير غضب بعض الأمهات"، مشددة على أنه يجب على الأم ترك الطفل يختار ما يريد ويأكل ما يرغب فهذا كله يعتمد عليه في تكوين شخصيته لاحقًا.

وأوضحت وادي أن الكمية المناسبة للطفل أمر مقلق للأم، هل أنه تناول ما لا يكفيه؟ فتبقى وراءه بالإكراه والإجبار إلى أن ينتهي من تناول ما حضرته، مع العلم أن الطفل لن يستفيد من أي شيء أعطي له دون رغبة على الاطلاق.

وبينت أن ما سبق يكون إلى جانب الرضاعة الطبيعية، وكلما تقدم في العمر زادت الوجبات على حساب الرضعات، وكلما كانت الرضاعة ليلًا كانت أفضل.