قائمة الموقع

​تصاعد التطبيع مع العرب.. أداة نتنياهو لكسب صوت الناخب الإسرائيلي

2019-02-19T08:00:00+02:00
صورة أرشيفية

على قدم وساق، يواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تطبيع العلاقات مع قادة الدول العربية وجلب أصدقاء جدد لدولة الاحتلال، مفاجئًا الملايين من العرب، وحتى الإسرائيليين أنفسهم من حجم تلك العلاقات وتطوُّرها.

ومن المؤكد أن نتنياهو سيوظف موجة التطبيع المتصاعدة مع الأنظمة العربية في خدمة حملته الانتخابية القادمة، وسيقدمها على أنها "إنجاز تاريخي" غير مسبوق لحزب "الليكود" الذي يترأسه، ولحكومته اليمينية المتطرفة، على ما يقرأ مختصون في الشأن الإسرائيلي.

ويقول المختصون إن نتنياهو سيظهر التطبيع مع الدول العربية للمجتمع الإسرائيلي بأنه أُنجز ودون أي تنازل من دولة الاحتلال للدول العربية والتي استعدت لفتح علاقات معها، إضافة إلى تشكل رأي عام حول أهميته الاقتصادية والتاريخية للدولة العبرية.

آخر جولات التطبيع التي تعمد مكتب نتنياهو توجيهها إلى المجتمع الإسرائيلي، كانت خلال مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط" في العاصمة البولندية وارسو، الخميس الماضي، وترويج صورة وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، وهو يجلس إلى جانب نتنياهو، إضافة إلى لقاءات عقدت مع مسؤولين عرب مشاركين في المؤتمر.

نقلة

المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي يرى أن نتنياهو سيستغل التطبيع المتواصل مع الدول العربية ضمن حملته وبرنامجه الانتخابي، على أنه تقدم كبير لدولة الاحتلال ومثل نقلة لها في العلاقات مع العرب.

ويقول الهندي لـ"فلسطين": إن حزب نتنياهو سيعمل طيلة شهر كامل من الحملة الانتخابية على إعطاء التطبيع نسبة كبيرة من تلك الحملة وبيان أهميته بالنسبة لدولة الاحتلال، و"الإيجابية السياسية والاقتصادية" من وراء ذلك.

ويشير إلى أن أبرز ما سيتم الاهتمام به خلال الحملة هو التواصل مع السعودية، وإحداث اختراق كبير في العلاقات معها، خاصة في مؤتمر "وارسو".

وينبه إلى أن ما كشف عنه التلفزيون الإسرائيلي بأن نتنياهو التقى سرًّا مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي، سيكون ضمن المواد الانتخابية التي يتم ترويجها، لكون العلاقات مع المغرب مرحب بها داخل دولة الاحتلال وخاصة بين الطوائف الشرقية من اليهود.

وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى عن أن نتنياهو ناقش مع بوريطة "تطبيع العلاقات بين البلدين والنضال المشترك ضد إيران حتى أن نتنياهو حاول الترويج لزيارة إلى المغرب"، وفق تعبيره.

هدف سياسي

بدوره، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي عمار جعارة، أن التطبيع بين دولة الاحتلال والدول العربية لم يكن وليد هذه الأيام، ولكن تاريخياً يوجد علاقات بين الاحتلال وقادة الدول العربية، لكنها كانت تتم سريًّا.

ويقول جعارة لـ"فلسطين": "إن دولة الاحتلال هي من تقرر التطبيع مع الدول التي تريدها أو لا، فنتنياهو يواصل العلاقات مع العرب لأنها دون مقابل أو شروط، وهناك هدف سياسي داخلي له من ورائها".

ويوضح جعارة أنه طرح الدول العربية "مبادرة التسوية" في 2002 عدا العراق، اشترط على (إسرائيل) الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م بما في ذلك الجولان السوري.

ويضيف: "ضمن بنود الاتفاقية كان ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، ولكن نتنياهو حينها لم يوافق على تلك البنود ورفض التطبيع لأن هناك ثمنًا".

ويشير إلى استطلاع رأي أجراه الإعلام الإسرائيلي مؤخرًا للوقوف على اعتبارات الناخب الإسرائيلي، حيث أظهرت النتائج أن "الخلفية الشخصية" للمترشح حصلت على 30% من أصواتهم، و12% للأمن، و2% للناحية الثقافية.

ويلفت المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن المقصود "بالخلفية الشخصية"، هو قدرة المترشح على إقناع الجمهور بإنجازاته وما قدمه لدولة الاحتلال خلال برنامجه الانتخابي.

وينتهي الخميس القادم، موعد تقديم لوائح المرشحين لانتخابات الكنيست الحادية والعشرين في دولة الاحتلال، وذلك قبل 45 يومًا على موعد الانتخابات، المقرر في التاسع من إبريل.

اخبار ذات صلة