أكد مسؤولان مقدسيان أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن لتغيير معالم المسجد الأقصى المبارك، بما يؤهلها لطمس هوية المكان، والتحكم التام في كافة مداخله وبواباته الرئيسة.
وأقدمت سلطات الاحتلال أمس على صب قواعد ضخمة من الخرسانة المسلحة خارج باب الأسباط (أحد أبواب المسجد الأقصى) عبر مضخات كبيرة، وبحراسة مشددة.
وقال رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، رضوان عمرو: إنّ القواعد الخرسانية صُبّت فوق الآثار الإسلامية التي دمرها الاحتلال بالجرافات طوال العامين الماضيين في المقبرة اليوسفية الملاصقة لباب الأسباط.
وأشار عمرو لصحيفة "فلسطين"، إلى عدم وجود معلومة مؤكدة حول ما يريد الاحتلال تنفيذه بعد صب هذه القواعد الخرسانية، إن كان مخفرا للشرطة، أو اقامة أبراج مراقبة لتفتيش الناس واذلالهم كما حال أبراج باب العمود، أو هي قواعد للقطار الهوائي التهويدي الذي سيجلب المقتحمين لباب الرحمة وباب الأسباط.
وأضاف: "ربما هي أداة لتشويه المكان وأداة إمعان جديدة في إذلال أمة تقاتل للنهوض لكنها مقيدة بسلاسل الخيانة والعمالة والخذلان".
وأكد عمرو أنّ سلطات الاحتلال تسابق الزمن لتغيير معالم المسجد الأقصى، بما يعزز من إمكانية طمس هوية المكان، والتحكم التام في كافة مداخله وبواباته الرئيسة، فتدخل وتمنع المصلين حسب رغباتها.
ونبه إلى أنّ اكتمال المشروع الجديد قرب بوابة الأسباط، وافتتاحه في قادم الأيام، سيشير إلى التعرف إلى الهدف المراد تحقيقه بشكل دقيق.
ولفت إلى أنّ الاحتلال لم يكتف بإقامة هذا المشروع التهويدي الجديد قرب بوابات المسجد الأقصى، بل تعكف جرافاته على إزالة ما تبقى من مقبرة مأمن الله التي فيها صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام والتابعين والفاتحين وعشرات آلاف الشهداء من أهل القدس الذين ذبحهم الصليبيون عام 1099، اضافة للتحضير لحفل غنائي تهويدي صاخب تحت جدار المصلى القبلي تماما.
من جانبه ذكر مدير المسجد الأقصى عمر كسواني، أنّ الاحتلال يعكف منذ سنوات طويلة على تغيير وجه ومعالم المسجد الأقصى، واتخاذ الإجراءات على الأرض التي يتحكم عبرها بكافة مفاصل المسجد.
وأكد الكسواني لـ"فلسطين"، وجود نية مبيتة من قبل الاحتلال لتغيير معالم القدس بشكل عام ومداخل المسجد الأقصى، موضّحًا أن إجراءات الاحتلال الجديدة على باب الأسباط تهدف في أساسها لإحكام السيطرة على المنطقة، والتضييق على المصلين وتسهيل وصول المتطرفين للقدس.
ونبه إلى أن الاحتلال وفي الوقت الزمني القصير بات يعمل بشكل متسارع استغلالا للموقف والرعاية الأمريكية لخطواته التي بدأت بزعم أن القدس الفلسطينية عاصمة لـلإحتلال الإسرائيلي، بجملة من الخطوات المتمثلة بالحفريات أو وضع الكاميرات، وغيرها من الإجراءات الأخرى.
وشدد الكسواني على أنّ كافة الإجراءات على الأرض لن تمنع المصليين من الوصول إلى المسجد الأقصى، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكا بحقه ولن يتنازل عنه في المسجد المبارك.