فلسطين أون لاين

​الموصول والمقطوع

...
بقلم- م. عماد شحادة صيام

الناس صنفان: صنفٌ موصولٌ بالله (تعالى) وصنفٌ مقطوعٌ عنه، فمن هو الموصول؟! ومن هو المقطوع؟!

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): " إنَّ الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: "هذا مقام العائذ بك من القطيعة". قال: "نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك؟" قالت: "بلى يا رب" قال: "فهو لك".

فالموصولون هُم الواصلون، الذين يتعالون على جهالات الناس، يقابلون الإساءة بالإحسان والقطيعة بالصلة، وهم الذين يتعاملون مع الله يرجون الثواب منه فلا ينتصرون لأنفسهم مهما بدر من أرحامهم... هم الذين يرفعون شعار الإيمان ويبرهنون على صدق إيمانهم، منفذين أمر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حيث قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمَه".

هم الذين فقهوا بأن صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنَّة، فقد قال رجل لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "أخبرني بعمل يدخلني الجنّة" قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم".

هم الذين يبسُط اللهُ لهم في أرزقاهم في الدنيا ويُطيل أعمارهم ويبارك لهم فيها فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه".

والواصل الحقيقي هو الذي يبادر بالصلة وإن قطعته رحمه، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): " ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".

أما المقطوعون عن الله وعن رحمته، فهم الذين قطَّعوا أرحامهم، فاستحقوا لعنة الله (تعالى) في كتابه العزيز حيث قال: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.

وقاطع الرحم تُعجَّل له العقوبة في الدنيا مع ما ينتظره من عذاب الآخرة إن لم يتب، فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "ما من عمل أجدر أن يُعجِّل اللهُ لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدَّخره له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم".

وقاطع الرحم لا يُرفع له عمل، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "إنَّ أعمال بني آدم تُعرض على الله عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم".

كل هذه الفرائض والنوافل من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وصدقات، لا تُقبل عند الله (تعالى) إذا قطعنا أرحامنا! بالله عليكم، من هو العاقل الذي يقبل بمثل هذه الخسارة الفادحة؟! هؤلاء سيرون بأم أعينهم خسارتهم الفادحة في الآخرة إن ماتوا مصرِّين على قطيعة أرحامهم، فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "لا يدخل الجنّة قاطع رحم".