قائمة الموقع

في الإذاعة الستينية يسرى تجاز بالسند المتصل

2019-02-12T12:41:28+02:00



صوت أبيها الذي لم يتجاوز تعليمه الصف الثاني الابتدائي وهو يرتل القرآن كل يوم أدخل حبه في قلبها، كانت تنصت "يسرى الغندور" إليه بكل جوارحها وتردد بلسانها ما كانت تسمعه، وحفظت بعض الآيات بالتلقين، حتى أصبحت التلاوة عندها فرضًا يوميًّا قبل مذاكرتها أي مادة في منهاجها المدرسي.

في كل برنامج إذاعي يعلم تلاوة القرآن تسمع ترتيل "الغندور"، التي اتخذت هذه البرامج مساعدًا لها يعينها على إتقان تلاوتها بالأحكام، وتبيان الأخطاء لها وتصويبها، حتى دهش أحد مقدمي هذه البرامج بإجادتها الأحكام، ودفعها نحو تعلم السند المتصل حتى اجتازته بعد سنة ونصف من مشاركتها في برنامجه.

تقليد أبي

تقول الغندور (62 عامًا) لـ"فلسطين": "حبي للقرآن نشأ معي منذ الصغر، تقليدًا لأبي الذي تعودت سماع ترتيله، وأنهيت الثانوية العامة وتزوجت، في سبعينيات القرن الماضي لم يكن هناك وعي وانتشار لتعليم أحكام التجويد في المناهج، ثم الحياة ألهتني مع تربية أبنائي".

وتتابع: "وفي عام 2008م قررت تعلم أحكام التجويد، الأمنية التي لم تغادر ذهني، فكنت حريصة على متابعة برامج تعليم القرآن في التلفاز والمذياع، وكنت أشعر بنقص لأنني لا أعرف كيف أتقنها، فذهبت إلى المسجد وبدأت الدورة التمهيدية والنورانية التي يتعلمها الأطفال في رياض الأطفال".

وتشير الغندور إلى أنها تدرجت في اجتياز دورات أحكام التجويد، حتى وصلت إلى السند المتصل، إذ أتمت الدورة مع البرامج الإذاعية.

وتبين أنها شاركت في البرامج الاذاعية لأنها كانت ترغب في الاستزادة من العلم، لكونها كانت تتلقى دروسها في المسجد يومًا في الأسبوع، وهذا لم يكن كافيًا لتتعلم؛ فالاستفادة كانت مضاعفة؛ فالشيخ يسمعها ويصوب خطأها.

الخوف من الفشل

في البداية تملك "الغندور" الخوف من الفشل في حال أقدمت على تعلم السند، ولكن هذا كله تبدد حينما جاءها اتصال من الشيخ هاني العلي، شجعها على متابعة دروسها في المسجد، وبعد عام ونصف أنهت جميع الدروس، وهي في انتظار خضوعها لاختبار تحدده وزارة الأوقاف والشئون الدينية.

وعن شعورها بعد اجتياز السند المتصل تقول: "أشعر أنني بت أكثر قربًا إلى الله، وأخجل بيني وبين نفسي حينما أقارن ما أنا عليه الآن بما كان في الأمس البعيد، القرآن جعلني أكثر تحكمًا في انفعالاتي تجاه المواقف المختلفة".

وتتابع الغندور: "أسال الله دائمًا ألا أودع هذه الدنيا إلا ومعي القراءات العشر"، ولا تتوقف الغندور عند تعلمها أحكام تجويد القرآن فقط، بل في كل مجلس تحاول تعليم الأخريات مما تعلمته، وجلساتها لا تخلو من حلقات ترتيل وتعليم لبناتها حتى صديقاتها وجاراتها وأختها.

جاهدن أنفسكن

وتنصح السيدات اللاتي يرين أن العمر فات على تعلمهن بألا يقعدن مكتوفات اليدين وينتظرن الموت، بل عليهن تعلم شيء يقابلن به ربهن، وينجيهن من عذاب الآخرة، والتذرع بعدم القدرة على التعلم هو من مداخل الشيطان، وعليهن مجاهدة أنفسهن والتعلم قدر الإمكان، وذكرت حديث رسول الله: عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ" (رواه مسلم).

أما النساء الشابات فتدعوهن الغندور إلى استثمار مرحلة الشباب في حفظ القرآن وتعلم أحكامه، لأن علوم الدنيا عند القبر زائلة، ذاكرة قوله (تعالى): "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ".

اخبار ذات صلة