قائمة الموقع

قمة "وارسو".. تحالفات جديدة وتذويب الصراع العربي مع (إسرائيل)

2019-02-11T08:24:10+02:00
صورة أرشيفية

يرى محللون سياسيون أن قمة وارسو التي ستعقد في 13 و14 فبراير الجاري، تحت مسمى تحقيق استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرية في هذه المنطقة، تهدف إلى إعادة رسم التحالفات في المنطقة وتحقيق نوع من التقارب بين دول الخليج والكيان الإسرائيلي، وإنهاء فكرة وجود صراع عربي مع (إسرائيل) وجعله صراعًا إيرانيًا عربيًا، وتشكيل جبهة إقليمية لمواجهة إيران.


ترتيب التحالفات

يرى الكاتب والمحلل السياسي في جنيف سامر أبو العينين، أن قمة وارسو تأتي من حيث التوقيت في إطار سعي أمريكا لتشكيل جبهة لمجابهة إيران، وخلق عدو ربما لا يمثل تهديدا مباشرا لأمريكا وإنما يمثل تهديدًا للاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو العينين لصحيفة "فلسطين": "إن القمة تهدف لإعادة ترتيب المنطقة ورسم تحالفات وقوى جديدة فيها، في ظل التغلغل والتمدد الروسي والإيراني في سوريا، فوجدت أمريكا ضرورة أن تتواجد بقوة في المنطقة تحت ذرائع حفظ الاستقرار والأمن فيها".

ويعتقد أبو العينين أن أمريكا وروسيا يتفقان على ألَّا تكون هناك ديمقراطية في العالم العربي وألَّا يتحقق تطلعات الشعوب العربية، ويختلفان في الأسلوب، لذا ستحاولان إعادة توزيع مناطق النفوذ بينهما.

ورأى أن هناك عدم توافق بين إيران وروسيا بشأن الاحتلال الإسرائيلي، لأن من مصلحة روسيا إقامة علاقة استراتيجية مع (إسرائيل) لأسباب عقائدية أكثر منها جيوسياسية، وهي ستصل لمحاولة النأي بعلاقتها مع إيران والتنصل لها بحكم أنها قد تمثل خطرا على الأمن بالمنطقة.

ودلل أبو العينين على ذلك بلقاءات عقدها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوضيح الحدود التي يجب أن توجد عندها القوات الإيرانية بسوريا، لافتا إلى أن أمريكا توجه رسالة لأوروبا بعقد القمة في معقل حلف "وارسو" القديم الذي فككته أمريكا نفسها، بأن أمريكا يمكن أن تتحرك في كل مكان تراه مناسبا لسياستها الدفاعية أو الهجومية.

ورأى أن هناك من يحاول إنهاء فكرة وجود صراع عربي مع (إسرائيل) وتحويله إلى صراع إيراني عربي، حتى تكون إيران عدوا مشتركا لكل من (إسرائيل) ودول خليج، مشيرا إلى أن مؤتمر القمة يحاول تحقيق نوع من التقارب بين دول الخليج والاحتلال، والقبول به بالمنطقة، وهنا "مكمن الخطر باتجاه أي نوع من التعاون الأمني والاستخباري الذي يمثل تهديدا لاستقرار المنطقة لأن الاحتلال سيظل بأعين الشعوب كيان مغتصب".

وعن إن كان للقمة علاقة بصفقة القرن، قال أبو العينين إن أمريكا تحاول بشكل مستميت الترويج للصفقة، ومن غير المستبعد مناقشتها في القمة.


رأي التحالف


السفير الفلسطيني السابق د.ربحي حلوم ربط مؤتمر وارسو، بعام 1978 حينما شكلت منظمة التحرير الفلسطينية وفدا للتوجه للأردن لإجراء مباحثات مع الحكومة الأردنية لإعادة ترتيب العلاقة معها، كان من ضمن الوفد حلوم وفاروق القدومي.

وقال: "التقينا برئيس الوزراء الأردني، الذي أخبرنا بأن وزير الدفاع الأمريكي حينها اقترح عليه تشكيل حلف إقليمي يتكون من: الأردن، ومصر، والسعودية، وباكستان، وتركيا، و(إسرائيل) وقد تم رفض الأمر".

وأشار حلوم لصحيفة "فلسطين" إلى أن وزير الدفاع الأمريكي الحالي زار ست أو سبع دول عربية، في إطار الترتيب لقمة وارسو، لإقامة تحالف بنفس الطريقة التي طرحت في السبعينات، يشكل الاحتلال رأس هذا التحالف الذي يهدف لعزل إيران.

وأكد أن القمة تدلل حرص أمريكا على خدمة المصالح الإسرائيلية، وحماية أمنها وتعزيزه، وإزالة حالة العداء بينها وبين المحيط العربي، مردفا: "سنرى كيف ستكون المواقف العربية المدعوة للقمة على ضوء ما تطرحه أمريكا".

وربط حلوم القمة باللقاء الحواري الذي دعت إليه موسكو للفصائل الفلسطينية بنفس الموعد، معتقدا أن ذلك إحدى الوسائل المضادة لما سيجري طرحه بوارسو.

اخبار ذات صلة