قائمة الموقع

​لقاء الفصائل في موسكو.. هل تعود مياه العلاقة السياسية إلى مجاريها؟

2019-02-11T07:48:37+02:00
صورة أرشيفية

وسط حالة من التشرذم والفُرقة في الساحة السياسية، وانعدام الأفق في أي حلول سياسية تُعيد اللُحمة الفلسطينية، ينطلق ممثلون عن الفصائل للعاصمة الروسية موسكو لبحث الأوضاع والأزمات الفلسطينية الداخلية.

بعد انقطاع اللقاءات الفصائلية مع حركة فتح تحديداً، تحاول روسيا إذابة الجليد الفلسطيني، ووضع أرضية لاستكمال الحوارات الفلسطينية في القاهرة، بعد انسداد الأفق أمام إتمام المصالحة الوطنية وعودة مياه العلاقة السياسية إلى مجاريها.

ومن المقرر أن تعقد الفصائل المدعوة في موسكو لقاءاتها يومي 11 و12 من الشهر الحالي، بدعوة من مركز أبحاث تابع لوزارة الخارجية الروسية، وسط تساؤلات مهمة حول مدى قدرة روسيا على تحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة.

ويضم وفد حماس، مسؤول ملف العلاقات الدولية في الحركة د. موسى أبو مرزوق، ومسؤول ملف العلاقات الوطنية حسام بدران، ويضم وفد "فتح" عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وعضو اللجنة المركزية للحركة روحي فتوح.


طابع إيجابي

يرى الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن جولة موسكو القادمة تأخذ طابعاً إيجابياً، لكن لا يُمكن التعويل عليها بإحداث اختراق سياسي متميز.

ويقول سويرجو لصحيفة "فلسطين": إن اللقاء جاء نتيجة التعثر الكامل للنظام السياسي الفلسطيني بكل أركانه، بسبب الفشل المتتالي في إنجاز ملف المصالحة.

ويعتقد أن انعقاد هذا اللقاء بعد التعثر الطويل "مؤشر جديد على فتح آفاق جيدة للعودة لنفس الخيار، خاصة في ظل عدم وجود خيارات أمام الفصائل في الساحة الفلسطينية إلا العودة لطاولة الحوارات".

ويوضح أن موسكو غير معنية في الدخول لتفاصيل الملف الفلسطيني، لأنها تعد ذلك من اختصاص جمهورية مصر العربية، مستدركاً: "لكن روسيا تحاول استغلال علاقاتها بعد رحيل الولايات المتحدة".

وبحسب قوله، فإن الهدف من اللقاء ليس الدخول في التفاصيل، إنما إعادة الفلسطينيين للاجتماع المباشر، الذي انقطع منذ فترة طويلة، عاداً الحوار المباشر مع موسكو "سيكون له تأثير في الساحة الفلسطينية".

ويضيف أن "روسيا معنية بفتح علاقات مع حماس كونها من النسيج الوطني الفلسطيني، لذلك سيكون دورها إيجابياً، لكن لا أحد يتوقع مدة تأثيره".

ولم يستبعد سويرجو، أن تخلق هذه اللقاءات أملاً جديداً بأن يُعيد عباس حساباته، رغم أنه سيضع شروطاً تعجيزية خاصة في ظل الحديث عن تراجعه عن تشكيل حكومة من فصائل منظمة التحرير، عاداً أنه "يُمكن الحديث في تلك الشروط على ضوء الخيارات المعدومة وتردي العلاقات مع الإقليم والتطبيع العربي مع الاحتلال".

ويتفق مع ذلك أستاذ العلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس في عُمان هاني البسوس، الذي يرى أن لقاءات موسكو "محاولة في سبيل التوصل لتوافق فلسطيني داخلي".

ويعتقد البسوس خلال حديثه مع "فلسطين"، أن موسكو معنية أيضاً بأن يكون لها نفوذ في فلسطين، بعد تخلي الولايات المتحدة عنها، وتوتر العلاقات مع السلطة والفصائل الفلسطينية.

ويقول: إن روسيا معنية بتطبيق سياسة وأجندة في الشرق الأوسط، وهي تحاول أن تتقرب من الشأن الفلسطيني وقضيته، كونها تحظى بأهمية كبرى على الصعيدين العالمي والإقليمي.

ملف المصالحة

واستبعد البسوس أن تُحرك لقاءات موسكو المياه الراكدة في ملف المصالحة، خاصة أن الوسيط المصري الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع السلطة وحماس، لم يتوصل لتوافق وتطبيق الاتفاقيات السابقة، حتى الآن.

ويبيّن أن إمكانية التوصل لمصالحة في روسيا يتوقف على مدى التوافق الداخلي وصدق النوايا واستعداد الفصائل الفلسطينية، ومدى إمكانية التوصل لصفقة سياسية تلبي الحاجات الفلسطينية.


السيناريوهات القادمة

وفي ضوء ما سبق، فإن البسوس يتوقع سيناريوهات عدّة، أولها عدم التوصل لاتفاق ملموس وعودة الفصائل "بخفي حُنين" دون إنهاء الانقسام واتمام المصالحة الفلسطينية، "وهو الأرجح"، وفق تقديره.

السيناريو الثاني، والكلام للبسوس، هو التوصل لتوافق وآلية عمل جديدة فلسطينياً وقد يكون من ضمنها عقد الانتخابات، مستبعداً في الوقت الراهن إتمام المصالحة الفلسطينية.

وبالعودة إلى المحلل السياسي سويرجو، فإنه رجّح أن تفتح اللقاءات ثغرة جديدة في حائط تم بناؤه يقضي بإنهاء القضية الفلسطينية وفصل غزة عن الضفة الغربية.

ويرى أن هذه الثغرة بمنزلة تُعطي المجال لكل الحريصين على القضية الفلسطينية مجدداً لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعدم السماح للأطراف الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة باستخدام الملف الفلسطيني لتنفيذ مشروعها.

ولم يُعلن حتى الآن، إن كان هناك ترتيب روسي لجمع وفدي حركتي فتح وحماس بشكل ثنائي خلال الاجتماعات، في ظل موقف فتح الرافض لعقد أي لقاء ثنائي في هذه المرحلة.

اخبار ذات صلة