فلسطين أون لاين

​نيران الاعتقالات السياسية بالضفة تطال معظم القوى

...
تواصل حملات الاعتقال السياسي بالضفة الغربية (أرشيف)
نابلس - خاص "فلسطين"

لم تعد الاعتقالات السياسية تقتصر على أبناء الحركات الإسلامية في الضفة الغربية لوحدها بل إن الخلافات الفتحاوية الداخلية وسعت من دائرة الاستهداف لتبدأ النيران تأكل بعضها البعض بعد أن أصبحت سجون أمن السلطة تستقبل كذلك الناشطين من أبناء الفصائل الأخرى بما فيها حركة فتح وأحزاب اليسار .

وسجلت المؤسسات الحقوقية الناشطة في الضفة، حوادث عديدة قامت أجهزة أمن السلطة خلالها باعتقال العشرات من عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جانب العديد من الناشطين في صفوف كتائب شهداء الأقصى وحركة فتح والجبهة الشعبية بذريعة التخطيط لشن هجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي .

وأسهمت الخلافات الفتحاوية الداخلية بين تياري الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان برفع عدد المعتقلين من أبناء الحركة في سجون السلطة.

شاكر عمارة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أكد أن استمرار السلطة وأجهزتها الأمنية في مسلسل الاعتقالات السياسية يعكس نواياها ورغبتها في استمرار واقع الانقسام واستفادتها من ذلك.

وشدد عمارة لـ"فلسطين" على ان فتح تدير ظهرها لكافة جهود إعادة اللحمة والوحدة بين أبناء الوطن الواحد بل إنها ومع كل حديث عن مصالحة أو وجود لقاءات هنا أو هناك تصعد من حملاتها ولا سيما بين صفوف طلبة الجامعات التي ما زالت تعتقل العديد منهم.

ونوه عمارة إلى أن الاعتقال السياسي "بات من عقيدة الأجهزة الأمنية ومصلحة خالصة لاستمرارها في الضفة الغربية وبات أسلوبا لإثبات الولاء من قبل العناصر لتلك الأجهزة التي لا تلقي بالا للأصوات التي تطالب بوقف هذه المهزلة التي تتهدد النسيج الاجتماعي حتى داخل البيت الواحد".

زاهر الششتري القيادي في الجبهة الشعبية عبر عن رفضه للاعتقال السياسي في كل زمان ومكان حسب قوله، وأضاف لـ"فلسطين": "إن استمرار الاعتقالات على خلفية الانتماء السياسي والآراء ما هو إلا دليل عجز وفشل بغض النظر عمن يقوم بهذه الجريمة".

وتابع الششتري: "مع استمرار كل اللقاءات والاتصالات من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض وما حملته المرحلة الأخيرة من اجتماعات مثل لقاء موسكو واجتماعات لجنة تفعيل المجلس الوطني في بيروت، إلا ان استمرار حالة الاعتقال السياسي ومصادرة الحريات وقمع أي حراك مطلبي بشقي الوطن أدى لإحباط الجماهير".

ورأى أن التمسك بالمفاوضات العبثية إلى جانب التشبث بنهج الاعتقال السياسي لهو تعبير واضح عن نهج تدميري بالساحة الفلسطينية على حد قوله.

وأكمل الششتري: "المطلوب الآن أن تتم دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير وتقييم المرحلة السابقة والالتزام بوقف سياسة الاعتقالات السياسية والعمل بشكل جدي من أجل إعاده الاعتبار لمنظمه التحرير من خلال الالتزام بكل الاتفاقيات السابقة".

سليمان محمد الكاتب والمحلل السياسي فسر استمرار الاعتقالات السياسية بوجود التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة ودولة الاحتلال وقال لـ"فلسطين": "لا يخفى على أحد أن أجهزة أمن السلطة تتمتع بعقيدة قائمة بشكل كامل على الولاء والوفاء لكافة الاتفاقيات الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي إلى درجة أنها أصبحت تبادر بقمع ومنع المقاومة خلافا للماضي عندما كانت تكتفي بمنع المقاومة لنجدها اليوم تتفاخر بالحديث عن إنجازاتها في منع العمليات الفدائية ضد الاحتلال".

واستبعد محمد حدوث أي تقدم في المصالحة الفلسطينية ما دام سيف الاعتقالات السياسية مشرعا ضد المواطنين في الضفة الغربية، وقال: "إن الحديث عن أي لقاءات مصالحة بدون معالجة الاعتقالات السياسية ومنعها كليا ما هو إلا تضليل للجميع".