فلسطين أون لاين

​مؤسسات حقوقية: التعذيب جريمة ضد الإنسانية

تعذيب ممنهج داخل سجون السلطة وانتهاك لحقوقهم القانونية

...
صورة أرشيفية
غزة/ إسماعيل الغول:

لم تتوقف الشهادات الحية اللافتة على استمرار أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بعمليات الاعتقال السياسي التعسفي، عوضا عن قمع المعتقلين داخل السجون تعذيبًا وشبحًا، وإجبارهم على البقاء في وضعيات مؤلمة لفترات مطوّلة.

كان آخر أولئك الناشط قُتيْبة عازم (25 عاما) الذي يعتقله جهاز المخابرات، ومنتصر مصطفى الشُنّار (28 عاما) المعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي في نابلس.

وقد وصفت منظمات حقوقية ما يجري بأنه "نهج قمعي"، حيث قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: "إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مستمرة في نهجها القمعي في ملاحقة واعتقال النشطاء والتنكيل بهم داخل المعتقلات بالتعذيب النفسي والجسدي وانتهاك جميع حقوقهم القانونية".

كما أكدت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان- أوروبا، في بيان ترجمته "عربي21"، أن التعذيب المنهجي الذي تمارسه السلطة الفلسطينية في زنازينها بحق معتقلين سياسيين يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية، ويمكن ملاحقتها من المحكمة الجنائية الدولية.

وشددت الفيدرالية العربية على أن الاعتقال التعسفي والتعذيب المنهجي ينتهكان أهم اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية التي انضمّت إليها السلطة الفلسطينية أخيرا.


شهادات عائلات المعتقلين

وتشير دعاء عازم إلى أن شقيقها معتقل في سجون السلطة منذ اعتقاله قبل 33 يومًا ويتعرض للتعذيب بأشكال مختلفة، حسبما أفاد محاميه.

وأوضحت لـصحيفة "فلسطين" أن قتيبة تعرض خلال الاعتقالات السابقة للتعذيب والشبح، ويمنع من الزيارة منفردًا خشية إيصال رسائل للإعلام.

وقال قتيبة عازم عقب خروجه من سجون السلطة في المرات السابقة في تصريحات صحفية إنه خلال التحقيق معه في سجن أريحا تعرض للشبح لساعات طويلة، ويداه مقيدتان خلف ظهره وعيناه معصوبتان، كما تعمد المحققون خلال إحدى جلسات التحقيق فتح قدميه وسحبهما"، مشيرا إلى أنه وضع في الزنازين الانفرادية لستة أيام.

وأكد قتيبة أنه لم يمر بأي إجراءات قانونية، إذ لم ينقل إلى المحكمة أو النيابة، كما لم يسمح لمحاميه بزيارته، وأبلغ في إحدى المرات باعتقاله على ذمة المحافظ، أما هذه المرة فيعتقل على ذمة المخابرات.

في حين تقول عائلة الشيخ مصطفى أبو عرة إن السلطة تستمر باعتقال الشيخ رغم تدهور حالته الصحية في زنازين أجهزة أمنها، لعدم انتظامه في تناول الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة التي يعانيها.

وبينت عائلة أبو عرة لـصحيفة "فلسطين" أن الشيخ يعاني من أمراض متعددة منها: الضغط والكلى، والغضروف، مشيرة إلى أنه خضع من قبل لعملية قلبٍ مفتوحٍ، وقسطرة، وزراعة شبكيتينللقلب في مستشفى سجن الرملة أثناء أسره لدى قوات الاحتلال عام 2012.

وذكرت العائلة أن أجهزة أمن السلطة تعتقل الشيخ منذ 6 أيام على خلفية انتمائه السياسي، محملة السلطة المسؤولية كاملة عن سلامة ابنها، معربة في الوقت ذاته عن قلقها على حياته بسبب سوء محبسه مع تلك الأمراض التي يعانيها.

في هذا الإطار أوضح نائب رئيس لجنة الحريات بالضفة المحتلة خليل عساف، أن كثيرا من المعتقلين أفادوا بتعرضهم لأشكال مختلفة من التعذيب ويرفضون تقديم شكاوى خشية تجدد الملاحقة من أجهزة أمن السلطة.

وشدد عساف لـصحيفة "فلسطين" على وجوب إيجاد حل لقضية التعذيب داخل سجون أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية نهائيا، وكذلك وقف الاعتقال السياسي دون وجه قانوني.

كما بعث تجمّع المؤسسات الحقوقية (حرية)، برسالة إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ميشيل خيريا، أعرب فيها عن قلقه إزاء ما يتعرّض له المعتقلون من عمليات تعذيب مُمنهجة وحاطّة من الكرامة الإنسانية.

وفقاً لمتابعة التجمع بلغ عدد المعتقلين السياسيين في سجون أمن السلطة بالضفة الغربية (79) معتقلاً، تعرض قسم كبير منهم للتعذيب البدني والنفسي في غرف التحقيق.

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الرئيسة الضالعة في الانتهاكات ضد المعتقلين هي: "الأمن الوقائي"، و"المخابرات"، و"اللجنة الأمنية المشتركة".