فلسطين أون لاين

إثر دفاع واشنطن عن الاستيطان

حمد يدعو "عباس" لمواقف جريئة وخارجة عن النص

...
الاحتلال يواصل بناء الوحدات الاستيطانية (أ ف ب)
غزة / رام الله -واشنطن - نبيل سنونو - حازم الحلو

دافع البيت الأبيض، أمس، عن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، قائلا، إنه لا يعتقد أن المستوطنات تشكل عقبة أمام التسوية، بينما دعا وكيل وزارة الخارجية غازي حمد، رئيس السلطة محمود عباس إلى اتخاذ "مواقف جريئة" في مواجهة انتهاكات الاحتلال.

ورغم هذا الموقف من البيت الأبيض، فإنه أوضح في بيان له أمس، أن "بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يكون مفيدا في سبيل تحقيق هذا الهدف (في إشارة إلى التسوية)".

ويأتي ذلك في وقت تكثف فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي البناء الاستيطاني، إذ أعلنت الأربعاء الماضي أنها ستبني مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة في قرار هو الأول منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، كما أعلنت عن خطط لبناء ثلاثة آلاف منزل جديد للمستوطنين في الضفة الغربية في ثالث قرار من نوعه خلال أقل من أسبوعين على تولي ترامب الرئاسة.

من جهته، دعا حمد، رئيس السلطة إلى اتخاذ ما وصفها بـ"مواقف جريئة، خارجة عن النص والمألوف في التعويل على الموقف الأمريكي والمجتمع الدولي في وقف كل انتهاكات" سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب حمد، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، بأن يكون هناك موقف ينهي الانقسام الفلسطيني ويعيد اللُّحمة للشعب الفلسطيني من أجل أن تتوحد كل القوى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والزحف الاستيطاني "الذي لم يسبق له مثيل".

وقال: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستحتمي "بالغطاء الأمريكي الواسع، والصمت الدولي، والهزال العربي لتتمم كل مشاريعها سواء في موضوع القدس وتهويدها أو السيطرة على أغلب أراضي الضفة الغربية".

وبيّن أن من الواضح أن توجهات الإدارة الأمريكية هي "يمينية متطرفة" داعمة لـ(إسرائيل) المتنكرة للحق الفلسطيني، من خلال دعم كل المشاريع الاحتلالية، وإنْ كانت مغلفة بأسلوب دبلوماسي.

ووصف حمد، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنها "من أخطر الإدارات نظرا إلى أنها تتكلم بكل وقاحة ودون أي مسؤولية سياسية، تحاول أن تبرز أنها الصديق الأولى والأوفى والأكبر لدولة الاحتلال".

وأكد أن هذا يتطلب أن يكون هناك "موقف فلسطيني قوي متحد، وأن تتغير الخارطة السياسية الفلسطينية، وأن تذهب باتجاه مختلف تماما.

وأوضح أن "من كان يظن أن حل الدولتين يمكن أن ينجح فإن كل الدلالات والمؤشرات والقراءات تقول: إنه عبارة عن وهم كبير، وأنه لا يمكن لهذا الخيار أن ينجح في ظل استمرار الاستيطان".

موقف معهود

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابو يوسف، إن "الموقف الامريكي الجديد لم يختلف في جوهره عن حقيقة الموقف الامريكي المعهود، والداعم بشكل غير محدود للمواقف الاسرائيلية".

وذكر أبو يوسف لصحيفة "فلسطين"، أن موقف البيت الأبيض من شأنه ان يشجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على المضي قدما في سياسته الاستيطانية التوسعية، مؤكدا أن تلك السياسة في حال استمرارها تعني القضاء تماما على أي احتمال لتطبيق حل الدولتين.

واضاف أبو يوسف، "لقد تعودنا على السياسة الأمريكية وتحالفها الاستراتيجي مع حكومات الاحتلال المتعاقبة، وعملية التغطية على جرائم الاحتلال، والضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية".

ودعا الادارة الامريكية لعدم نقل السفارة الأميركية من (تل أبيب) للقدس، مشيرا الى أنها بذلك ستشعل حرباً في المنطقة، مطالباً بأن تتخذ الدول العربية موقفاً حيال نقل السفارة الأمريكية منها قطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية.

وأكد أهمية إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، ورسم استراتيجية وطنية تستند للثوابت الوطنية وإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة بعاصمتها القدس، والتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف الكامل بها.

وشدد على أهمية التوجه من أجل استنهاض طاقات الشعوب العربية والاسلامية والمتعاطفين مع الشعب الفلسطيني حول العالم حتى نستطيع مواجهة السياسة الأمريكية التي تحاول النيل من الحقوق الفلسطينية.